اغتال مسلحان في العاصمة اليمنية صباح أمس الموظف في الملحقية العسكرية للمملكة، وكيل رقيب خالد شبيكان العنزي، أثناء خروجه من منزله في الحي الدبلوماسي بمنطقة حدة في صنعاء، حيث كان يرافقه عنصر في الحراسات الأمنية اليمنية، يدعى «جلال مبارك هادي سنان»، والذي لحقته أيادي الغدر، بإطلاق النار عليهما وهما داخل السيارة. ووصف مصدر مسؤول في وزارة الخارجية السعودية المسلحين بأنهم «مجهولو الهوية»، وقال في تصريح رسمي بثته وكالة الأنباء السعودية: إنه قد تمت مباشرة التحقيقات في هذه الحادث الإجرامي، بشكل فوري من قبل السلطات الأمنية اليمنية، وبالتنسيق مع سفير خادم الحرمين الشريفين في صنعاء لمعرفة ظروف ودوافع الجريمة وتعقب الجناة وتقديمهم للعدالة. وأوضح المصدر أن الترتيبات جارية لنقل جثمان الفقيد إلى المملكة، ناقلا تعازي صاحب السمو الملكي الأمير سعود الفيصل وزير الخارجية وجميع منسوبي الوزارة والسفارة والملحقيات والمكاتب التابعة لها لأسر وذوي الشهيدين. سفيرنا يتابع التحقيقات إلى ذلك أوضح ل «عكاظ» سفير خادم الحرمين في صنعاء علي الحمدان أن عملية الاغتيال تمت في شارع الخمسين، جنوب غربي العاصمة، وقال «إن السفارة تتابع سير التحقيقات في الحادثة مع الجهات اليمنية المعنية، للوصول إلى قتلة العنزي، وتقديمهم للعدالة». وفيما قدم السفير الحمدان تعازيه لأسرة العنزي، شدد على أن هذه الحادثة لا تزيد في منسوبي البعثة الدبلوماسية السعودية في اليمن إلا عزيمة وإصرارا على مواصلة العمل بكل إخلاص وتفان، دون أن تثنيهم على أداء مهامهم وواجباتهم أبدا. الداخلية تكشف المعلومات الأولية من جهته، كشف ل «عكاظ» مصدر أمني مسؤول في وزارة الداخلية اليمنية عن المعلومات الأولية للحادثة، حيث تفيد أن عدد المسلحين اثنان، كانا يرتديان ملابس عسكرية، تابعة لجهاز الأمن المركزي، ويستقلان سيارة دفع رباعي «جيب»، حاولا إيقاف الدبلوماسي ومرافقه، إلا أن الأخير رفض التوقف، فأطلق المسلحان النار صوبهما، ما تسبب في مقتلهما وانقلاب السيارة. استدعاء قاض للتحقيق كما كشف ل «عكاظ» مصدر أمني مطلع أن قواعد المعلومات الأمنية اليمنية، كشفت أن السيارة التي كان يستقلها المسلحان، تعود لملكية قاض في محكمة صنعاء، يدعى «نعمان سعيد حزام القدسي»، وهو يحمل مؤهل الماجستير من كلية الحقوق بجامعة أسيوط، ودرس البكالوريوس بجامعة تعز.. وذلك بعد الكشف عن رقم لوحة السيارة (88215/ 1). وأوضحت المصادر أن الجهات الأمنية بحثت عن القاضي، وأبلغت سلطات قضائية بذلك، لاستدعائه والتحقيق معه. يأتي ذلك في وقت لا زال ملف نائب القنصل السعودي الدبلوماسي عبدالله الخالدي عالقا، بعد أن جرى اختطافه من قبل تنظيم القاعدة في عدن، قبل ثمانية أشهر. ملاحقة أمنية من جهته، وجه الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي اللجنة العسكرية والأمنية بالتحرك بسرعة لملاحقة قتلة الدبلوماسي السعودي خالد العنزي والقبض عليهم لتقديمهم للعدالة لينالوا جزاءهم الرادع. وذكرت وكالة الأنباء اليمنية الرسمية «سبأ» أن هادي عبر عن أسفه وانزعاجه إزاء الحادث الإجرامي الإرهابي الذي أدى إلى استشهاد العنزي الموظف بالملحقية العسكرية في سفارة المملكة بصنعاء. شجب واستنكار وقال مصدر يمني مسؤول إن الحكومة اليمنية إذ تعبر عن تنديدها وشجبها واستنكارها بأقسى العبارات لهذه الجريمة النكراء لتؤكد أن أجهزة الأمن ستبذل أقصى الجهود لملاحقة وكشف الجناة المتورطين في هذه الجريمة ومن يقف وراءهم وتعقبهم حتى يتم ضبطهم لتقديمهم للعدالة لينالوا أقسى العقوبات إزاء ما اقترفته أياديهم الآثمة». وتابع المصدر إن مثل هذه الاستهدافات لأمن البلدين الشقيقين وسلامة مواطنيهما ستجعل البلدين والحكومتين والقيادتين أقرب إلى بعضهما من أي وقت مضى وأكثر توحدا ومؤازرة في مواجهة كل أنواع الإجرام والعدوان والتآمر والمخاطر والمكائد الخبيثة. وعبر عن بالغ التعازي وصادق المواساة باسم اليمن قيادة وحكومة وشعبا إلى المملكة العربية السعودية حكومة وشعبا وإلى أسرة الفقيد العنزي. السيارة المفقودة ونفى مصدر أمني مسؤول في تصريح ل«عكاظ» أن يكون مرافقو القاضي نعمان سعيد القدسي الذي يتلقى العلاج في القاهرة تورطوا في جريمة اغتيال الدبلوماسي السعودي. وقال إن ملكية السيارة التي استخدمت في الجريمة تتبع للقاضي القدسي عضو القلم الجنائي في المحكمة التجارية بمحافظة الحديدة لكنه كان أبلغ عن فقدانها قبل أيام واستخدمها الجناة. وأوضح أن الدبلوماسي السعودي ومرافقه حاولا الهروب من المنطقة التي يطلق عليها اسم «بيت زبطان» في تقاطع شارعي الخمسين والثلاثين لكن السيارة التي كانا يستخدمانها انقلبت وأصابتهما طلقات نارية أطلقها الجناة الذين لاحقوهما. ولم يستبعد المصدر أن تكون الحادثة محاولة اختطاف. وفي ذات السياق، أدانت وزارة الخارجية بدولة الإمارات العربية المتحدة الهجوم الإرهابي الذي أودى بحياة دبلوماسي في الملحقية العسكرية بسفارة خادم الحرمين الشريفين في صنعاء عند خروجه من منزله من قبل مسلحين مجهولي الهوية. وقال الدكتور طارق أحمد الهيدان مساعد وزير الخارجية الإماراتي للشؤون السياسية «إن دولة الإمارات تدين هذا العمل الإرهابي الشنيع» .. ودعا السلطات اليمنية لفتح تحقيق عاجل وشفاف لكشف العناصر الإرهابية التي ارتكبت هذه الجريمة وتقديمهم للعدالة. وقدم مساعد وزير الخارجية الإماراتي تعازيه الخالصة للمملكة ومنسوبي وزارة الخارجية وأسرة الفقيد .. داعيا المولى عز وجل أن يتغمد الفقيد بواسع رحمته وأن يلهم آله وذويه الصبر والسلوان.