قال الدبلوماسي المصري السابق والمدير التنفيذي للمجلس المصري للشؤون الخارجية، السيد أمين شلبي، إن أزمة غزة كانت أول وأكبر اختبار حقيقي للرئيس المصري محمد مرسي في إطار السياسة الخارجية. واعتبر شلبي، في تصريحات ل”الشرق”، أن إدارة مرسي لأزمة غزة كانت ناجحة ومتوازنة وناجحة في النهاية. وأُعلِنَ عن اتفاقية لوقف إطلاق النار بين حركة حماس والفصائل الفلسطينية وإسرائيل بعد ماراثون تفاوض طويل قادته الرئاسة المصرية وجهاز المخابرات المصري، وحيَّت حركة حماس وذراعها العسكري كتائب عز الدين القسام دور الرئيس مرسي ومخابراته في التوصل للاتفاق الذي أنهى أسبوعا من المواجهات خلفت نحو 140 قتيلا فلسطينيا و4 إسرائيليين. وكانت مصر أعلنت عن سحب سفيرها من إسرائيل فور اغتيال إسرائيل لقائد كتائب القسام أحمد الجعبري وبدء الضربات الجوية على القطاع. وقال السفير شلبي “أزمة غزة نفسها كانت اختبارا سياسيا كبيرا”، وأضاف “الإدارة المصرية تعاملت مع الأزمة بطريقة ناجحة ومتوازنة جمعت بين تأييد الحق الفلسطيني وإدانة الهجوم الإسرائيلي بل تجاوز ذلك إلى سحب السفير المصري من تل أبيب”. وأوضح شلبي أن الدبلوماسية المصرية تحركت بشكل فعال لاحتواء الأزمة وتحقيق وقف إطلاق النار لحماية الفلسطينيين. وترتبط مصر بمعاهدة سلام مع إسرائيل منذ العام 1979، وساهمت عبر الوساطة في التفاوض للوصول لوقف إطلاق النار في أزمة غزة 2009 وكذلك بعد الثورة ساهمت في التوصل لاتفاقية تبادل الأسرى أُفرِجَ بموجبها عن 1045 أسيرا فلسطينيا مقابل الجندي الإسرائيلي المختطف جلعاد شاليط. وقال شلبي “مصر تصرفت بأسلوب متوازن بين الطرفين وفي وضع حساس للغاية، وهذا أمر يحسب لمرسي”. واعتبر شلبي أن الفارق في التعامل المصري بين أزمتي 2009 و2012 يكمن في تغير نظرة النظام المصري لحركة حماس ومدى ارتياحه لها، مضيفا “نظام مبارك كان يتعامل بعدم ارتياح مع حماس وكان يضع عليها كثيرا من الضغوط أثناء التفاوض وهو ما تغير الآن بشكل كبير”. وترتبط جماعة الإخوان المسلمين، التي ينتمي إليها الرئيس المصري، بعلاقات تاريخية وثيقة مع حركة المقاومة الإسلامية حماس.