رفع المعطلون المغاربة من حملة الشهادات العليا، من إيقاع احتجاجاتهم على الحكومة، التي يقودها الإسلاميون، بعدما أقدموا في خطوة لافتة، على رشق مبنى البرلمان، وسط العاصمة الرباط ، مساء أمس الأول بالأحذية، في إشارة إلى حجم التذمر الذي يكنونه للمؤسسة التشريعية، خاصة وأن أغلب وقفاتهم الاحتجاجية تكون أمام برلمان البلاد. ورفع المشاركون شعارات نارية، في وجه سياسيي البلاد وممثلي الشعب في البرلمان، وخاصة حزب العدالة والتنمية وعبد الإله بن كيران، الذي يقود رئاسة الحكومة، بحجة أنه المسؤول الأول، عن معاناتهم ورفضه إدماجهم، في أسلاك الوظيفة العمومية، والتنصل من اتفاق سابق مع الحكومة التي يكون يقودها حزب الاستقلال في شخص عباس الفاسي. وبرأي المحتجين فإن « الحذاء قد يفعل ما يعجز عنه الصاروخ»، مؤكدين في شعاراتهم أنهم عاهدوا «العائلات إما على التوظيف أو الممات»، احتجاجا على «استمرار حكومة بن كيران في نهج سياسة اللامبالاة والآذان الصماء والتمادي في المقاربة الأمنية باعتبارها حلا سهلا لملف الأطر العليا المعطلة». وأعقب هذا الاحتجاج، تدخل عنيف من طرف قوات الشرطة، مما أسفر عن عدة إصابات بليغة في صفوف أطر التنسيق الميداني، استدعت نقل 25 مصابا إلى المستشفى. وفي الوقت الذي كان فيه مبنى البرلمان، يرشق بالأحذية المتهالكة في الرباط، كانت مدينة تازة شرق البلاد، تشتعل بوقفة احتجاجية للمعطلين من حملة الشهادات العليا، أمام محافظة المدينة التي شهدت في الأشهر الأخيرة انتفاضة قوية خلفت عديدا من الخسائر المادية وأدت إلى اعتقال العشرات. وأعلنت التنسيقيات التي تضم الأطر العليا من العاطلين عن العمل، تسطير برنامج نضالي يقضي بالاعتصام اللامحدود، والإضراب عن الطعام، إضافة إلى الانتحار الجماعي، بعدما فشلت محاولاتهم في لفت الأنظار إلى مطالبهم، حيث سبق وأن اعتمدوا خطة لإحراق أنفسهم واقتحام الوزارات ومقرات الأحزاب السياسية،مؤكدة مقاطعاتها لمباريات الوظيفة العمومية، مبررة ذلك بتشبثها «بحقها التاريخي والقانوني في الإدماج» وكذا «لغياب مؤسسات نزيهة تسهر على مباريات شفافة وديمقراطية، مما يكرس استمرار الزبونية والمحسوبية والرشوة والاعتبارات الحزبية الضيقة»، متهمة حكومة بن كيران بشنها هجمة شرسة بنية الإجهاز على الحق في الإدماج المباشر بأسلاك الوظيفة العمومية. ورفض المعطلون اقتراحات حكومة عبد الإله بن كيران، الرامية إلى اجتياز مباريات للتمكن من التوظيف ، بداعي أن الحكومة السابقة أقرت في محضر رسمي بالتوظيف المباشر دون اجتياز مباريات. وكان التقرير العربي حول التشغيل والبطالة في الدول العربية الأخير أشار إلى أن أعلى مستويات البطالة في أوساط خريجي الجامعات والمعاهد العليا ، توجد في المغرب بنسبة 26,8%.