عاد المعطَّلون الحاملون للشهادات العليا في المغرب إلى التظاهر احتجاجا على الحكومة التي يقودها حزب لعدالة والتنمية الإسلامي، رافضين مقترحاتها بالتوظيف عن طريق المسابقات، ومطالبين بالإدماج المباشر والفوري. وشهدت العاصمة الرباط أمس الأول حضور عددٍ كبير من المعطلين الذين رفعوا شعارات مناوئة لسياسة الحكومة ،كاشفين عن نيتهم إتباع خمس آليات وهي مقاطعة كل مسابقات التوظيف التي أعلنت عنها حكومة عبد الإله بنكيران، والتصعيد من احتجاجاتهم بطرق غير معهودة من قبيل الانتحار الجماعي، ومواصلة اقتحام المؤسسات العمومية والحكومية، وخوض إضراب مفتوح عن الطعام أمام بيت رئيس الحكومة وإشعال النار في الذات، للفت الأنظار إلى أوضاعهم الاجتماعية والتأكيد على أحقيتهم في التوظيف. وطالب المعطلون بالتحكيم الملكي على خلفية إخلال الحكومة الحالية بالاتفاق الموقع مع الهيئات الممثلة للمعطلين، مجددين التأكيد على سحبهم الثقة من حزب العدالة والتنمية بصفته قائدا للحكومة إلى حين الاستجابة لمطلب الإدماج المباشر، وكذا عزمهم طلب اللجوء الاجتماعي لدى القنصليات والسفارات. ويشكل ملف المعطلين واحدا من الملفات الحساسة التي قد تفقد حكومة بنكيران كثيرا من بريقها بسبب هذا الملف المثقل بالحسابات السياسية. فمن جهة تصر الحكومة على إقرار مبدأ عدم شرعية التوظيف المباشر في أسلاك الإدارة العمومية وتستعمل التدخل الأمني لمواجهة المعطلين، فيما تصر المجموعات المعطلة على التمسك بما كان ساريا زمن رئيس الوزراء السابق عباس الفاسي الذي فتح المجال أمام المجموعات المعطلة للتوظيف، وهو المنفذ الذي يحاول بنكيران إغلاقه في وجه المعطلين مستندا على قناعة تعتبر أن الوهن الذي تعرفه الخدمة العمومية مرده في الأساس إلى ضعف التكوين لدى البعض من العنصر البشري.