رفع المحتجون المغاربة ضد البطالة من حاملي الشهادات العليا من إيقاع احتجاجاتهم، وأكدوا أنهم سيزحفون على العاصمة الرباط، من كل مناطق المغرب، من أجل الضغط على الحكومة الجديدة التي يقودها حزب العدالة والتنمية،لإيجاد مخرج لأزمة البطالة التي يعانون منها منذ وقت ليس بالقصير. وتقام المسيرات الاحتجاجية ضد البطالة بشكل متفرق في مختلف المدن، ولكن الطريقة الجديدة التي اهتدت إليها هذه الفئة، تتمثل في توجيه نداء لكل العاطلين المغاربة من حاملي الشهادات العليا للتوجه إلى العاصمة الرباط نهاية الأسبوع الجاري، من أجل القيام بمسيرة احتجاجية حاشدة، والاعتصام بشكل جماعي،حتى تتم الاستجابة إلى طلباتهم. وأغلق حاملو الشهادات العليا محطة القطار بالرباط، في وقت الذروة، ورفعوا شعارات مناوئة لحكومة العدالة والتنمية، ولرئيسها عبد الإله بنكيران، بداعي أنه أخل بالموعد الذي ضربه مع ممثليهم للتحاور، مؤكدين أنهم لن يغادروا العاصمة الرباط، إلا بعد أن تجد الحكومة حلا لأوضاعهم. وأكد ممثل الشباب العاطلين أننا «سنزحف إلى الرباط كالجراد، سننتشر في كل مكان،لأن أوضاعنا تستحق الشفقة، والحكومة مطالبة، بإيجاد حلول لمشكلاتنا، في القريب العاجل. وكان بنكيران حاور مجموعة من العاطلين الذين اقتحموا في وقت سابق مقر وزارة التربية الوطنية، ومنحهم رقم هاتفه الخاص، ليتمثل أمامه التحدي الآخر في لهجة التصعيد التي يتبناها العاطلون، خاصة وأن الشعارات التي حملها مرشحو ووزراء العدالة والتنمية في حملتهم الانتخابية، عزفت على وتر امتصاص البطالة والمساندة المطلقة لهم، والعمل على إدماجهم في وظائف الدولة. وصدر بيان الهيئة الوطنية لدعم نضالات ومطالب خريجي الجامعات العاطلين، مؤكداً «أن تنسيقيات الأطر العليا المعطلة ستواصل نضالها ضد الإقصاء والتلاعبات التي مست حقهم في التوظيف والإدماج في أسلاك الوظيفة العمومية»، كما نص على ذلك المرسوم الوزاري والالتزامات الحكومية في هذا الصدد. وبحسب المحللين فإن الشعارات التي حملها المحتجون ضد العدالة والتنمية عامة وبنكيران خاصة،لا تستند على أساس لأن الحكومة التي يقودها الحزب الإسلامي، لم تباشر عملها بعد من الناحية الدستورية في إشارة إلى عدم تزكيتها من طرف البرلمان، ولا يمكنها في ظرف أقل من أسبوعين أن تحل كل المشكلات في غمضة عين . ويذكر أن مظاهر احتجاج العاطلين ومنهم أصحاب المهن الرفيعة مثل الأطباء كان مشهدا مألوفا في العاصمة الرباط على وجه التحديد، حيث اتخذوا من الساحة المواجهة للبرلمان مقرا لسكناهم بعدما نصبوا الخيام واللافتات التي تعبرعن مطالبهم، قبل أن تتم الاستجابة لهم، وتم إدماج عدد كبير منهم في الوظيفة العمومية.