بعد إغلاق مكاتب حماس في دمشق؛ لأنها اضطرت لموقف خجول ينحاز للثورة السورية، نرى أن المقاومة في فلسطين أصبحت أقوى، وأن الصواريخ يزداد مداها لتصل إلى تل أبيب، علماً بأن المقاومة في لبنان لم تتجرأ على قصف تل أبيب عام 2006 في حرب تموز. ورغم ادعاءات بعضهم أن إسرائيل تستغل ما يحصل في سوريا للانقضاض على غزة، وخصوصاً جماعة المقاومة والممانعة.. إلا أن المقاومة بدون النظام السوري تبدو أقوى وأكثر فاعلية، ببساطة لأن مصر بخير أو على الأقل تتعافى وترفض الانقسام الفلسطيني ولا تغذيه كما كانت تفعل سوريا وإيران. بالفعل استطاعت المقاومة الفلسطينية أن تفاجئ العدو الإسرائيلي بمدى صواريخها الطويل الذي لا تستطيع إسرائيل تحمله في عقر دارها. وهذه المفاجآت هي فشل استخباراتي إسرائيلي في الأساس ونجاح فلسطيني في التعتيم على المعلومات المتعلقة بصناعة الصواريخ في غزة بعد مرور نحو عشر سنوات من الخبرة في التصنيع والتجريب والتحضير والبحث عن البدائل. ففي اليوم الثالث من العدوان على غزة، إسرائيل تلهث وراء وقف إطلاق النار وتسارع إلى فتح الملاجئ في تل أبيب، وهذا الواقع يشير إلى وحدة صف المقاومين من فتح وحماس وكل الفصائل في معركة غزة.