لا وجود علنيا لرجال المقاومة في شوارع القطاع.. وسائل النقل المعروفة لم تعد تظهر.. حتى الأسلحة الخفيفة لم يعد يراها الناس في غزة.. لا تعرف أماكن الصواريخ إلا بعد إطلاقها. تكتيك جديد شرعت كتائب القسام، الجناح المسلح لحركة المقاومة الإسلامية «حماس» وفصائل المقاومة الأخرى في اتباعه مع بدء الحرب الإسرائيلية على غزة السبت الماضي؛ لتجنب أي استهداف إسرائيلي لقيادات المقاومة الفلسطينية؛ وهو ما أطلق عليه قيادي في كتائب عز الدين القسام الجناح العسكري لحماس: تكتيك «طاقية الإخفاء». ووفق رصد لمراسل «إسلام أون لاين.نت» في قطاع غزة، فإن شوارع غزة باتت خالية من وجود المقاومة الفلسطينية، وتوارى رجالها عن الأنظار، فيما اختفت وسائل النقل المعروفة لرجال المقاومة الفلسطينية من شوارع قطاع غزة. ويبلغ عدد مقاتلي كتائب عز الدين القسام حوالي عشرة آلاف مقاتل منظم، وعشرة آلاف آخرين تلقوا دورات تدريبية لدى كتائب القسام هم بمثابة جيش احتياطي، حسب تقرير استخباراتي إسرائيلي نشر على موقع «الاستخبارات ومكافحة الإرهاب الإسرائيلي» قبل عدة أشهر. وحسب مصادر طبية فلسطينية، فإن عدد الشهداء والجرحى من عناصر المقاومة الفلسطينية يعد قليلا في سادس أيام حرب كسر الإرادة الثالثة، مقارنة بعدد الشهداء المدنيين الذين سقطوا منذ بدء الحرب على غزة، باستثناء العدد الكبير من رجال الشرطة الفلسطينية الذين استشهدوا في أول يوم نتيجة المباغتة الإسرائيلية. وارتفع عدد شهداء الغارات التي يشنها الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة منذ السبت 27-12-2008 حتى مساء اليوم الخميس إلى 420 شهيدا ونحو 2100 جريح. واستشهد اليوم القيادي في حركة حماس نزار ريان بعد غارة إسرائيلية على منزله في منطقة جباليا شرق غزة، ومعروف عن ريان منذ فترة رفضه ترك منزله والاحتماء في أحد مخابئ المقاومة. تمويه وبات يُفاجأ سكان القطاع بانطلاق صواريخ المقاومة الفلسطينية دون أن يشاهدوا كيفية نصب منصاتها أو مكان المنصات، في محاولة للتمويه لعدم اكتشاف طائرات الاستطلاع الإسرائيلية مكان إطلاق الصواريخ. وأطلقت كتائب القسام ما يقارب من 300 صاروخ من طراز «قسام» و»جراد» على المدن والبلدات الإسرائيلية منذ بدء العدوان الإسرائيلي على القطاع في العملية التي أطلقت عليها اسم «بقعة الزيت». ووصلت الصواريخ إلى مدن إستراتيجية في إسرائيل مثل مدينة أشدود وبئر السبع اللتين تبعدان أكثر من 45 كيلومترا عن قطاع غزة، فيما أعلن التلفزيون الإسرائيلي أن صواريخ القسام وصلت إلى مدى 60 كيلومترا عن قطاع غزة. « طاقية الإخفاء» وأعلنت بلدية «تل أبيب»، التي تعتبر بمثابة العاصمة الفعلية لإسرائيل، بدء تجهيز ملاجئ المدينة؛ خشية وصول الصواريخ الفلسطينية للمدينة. أبو معاذ -اسم مستعار لأحد القادة الميدانيين في كتائب القسام- قال ل»إسلام أون لاين.نت»: إن ما تسلكه كتائب القسام عبارة عن أسلوب «طاقية الإخفاء» لتضليل طائرات الاحتلال وعملائه، لافتا إلى أنها جزء من خطة متكاملة أعدتها كتائب القسام لحرب طويلة مع الاحتلال الإسرائيلي. وشدد على أن طائرات الاحتلال لم تتمكن من قصف أي منصة للصواريخ منذ بدء الحرب على غزة، أو أي مكان ذي أهمية عسكرية للجناح العسكري للحركة يمكن أن يؤثر على فعلها على الأرض. وحسب مراقبين لسير الأحداث، فإن ما فاجأ سكان القطاع أن أكثر الأهداف التي تم استهدافها من قبل الطائرات الإسرائيلية والتي كان يعتقد أنها أماكن لتخزين الصواريخ أو التصنيع العسكري لكتائب القسام، اتضح أنها فارغة من أي عتاد عسكري أو أماكن للتصنيع العسكري.