تواصلت الغارات الإسرائيلية اليوم على مناطق متفرقة في قطاع غزة، فيما أطلق مسلحون من القطاع العشرات من القذائف الصاروخية على جنوب إسرائيل. وارتفع عدد الضحايا الفلسطينيين منذ بدء إسرائيل عصر أمس عملية “عمود السحاب” العسكرية على غزة إلى 15 قتيلا وأكثر من 120 جريحا، بينما قُتِلَ ثلاثة إسرائيليين وأصيب خمسة آخرون بجروح مختلفة اليوم جراء سقوط قذائف صاروخية أُطلِقَت من قطاع غزة على مدينة (كريات ملاخي) جنوب إسرائيل. وأعلنت مصادر فلسطينية طبية مقتل مسن (50 عاما) في غارة إسرائيلية على بلدة بيت لاهيا شمال غزة، فيما توفي طفل يبلغ عامين ونصف متأثرا بجروح خطيرة أصيب بها في وقت سابق أمس في غارة إسرائيلية على أطراف شرقي مدينة خان يونس جنوب القطاع. وكان ناشطان قُتِلَا وأصيب ثالث بجروح ظهر أمس جراء استهدافهما بصاروخ من طائرة استطلاع إسرائيلية في بلدة بيت لاهيا خلال محاولتهم إطلاق قذائف صاروخية على جنوب إسرائيل. كما قُتِلَ ثلاثة نشطاء في كتائب القسام الجناح العسكري لحركة حماس صباح اليوم في غارة إسرائيلية جراء قصف طائرة إسرائيلية لدراجة نارية ثلاثية العجلات كانوا يستقلونها شرقي خان يونس ما أسفر عن مقتلهم على الفور. قصف “كريات ملاخي” في المقابل، أعلنت كتائب القسام مسؤوليتها عن قصف كريات ملاخي وإطلاق نحو 140 صاروخا منذ عصر الأربعاء على جنوب إسرائيل. وقالت إسرائيل إن أكثر من 150 قذيفة صاروخية أُطلِقَت من قطاع غزة على جنوب أراضيها. وأصيب ثلاثة جنود إسرائيليين ظهر اليوم بشظايا صاروخ أُطلِقَ على حدود غزة، طبقا لما أفادت به مصادر إعلامية إسرائيلية، وصفت إصاباتهم بالمتوسطة. وكان التوتر بدأ في غزة باغتيال إسرائيل أحمد الجعبري (52 عاما)، وهو القائد الفعلي لكتائب القسام ويشغل منصب نائب القائد العام للكتائب كما يشغل عضوية المكتب السياسي لحركة حماس، في غارة جوية استهدفته ومرافقه بينما كانا يستقلان سيارة وسط مدينة غزة عصر أمس الأول. وتلا ذلك سلسلة غارات إسرائيلية مكثفة على قطاع غزة قال الجيش الإسرائيلي إنها استهدفت أكثر من 200 هدف وخلايا مكلفة بإطلاق القذائف والصواريخ. وهددت إسرائيل بتوسيع نطاق هجماتها العسكرية على قطاع غزة في أبرز توتر يشهده القطاع منذ نهاية عام 2008 وبداية عام 2009 عندما شنت إسرائيل عملية “الرصاص المصبوب” التي خلَّفت 1400 قتيل فلسطيني وعشرة إسرائيليين. حماس ترفض الهدنة من جانبها، رفضت حركة حماس اليوم الحديث عن جهود للتهدئة في قطاع غزة، معتبرة أن ما يتم ترويجه “خدعة إسرائيلية”. ورفض المتحدث باسم حركة حماس سامي أبو زهري، خلال المؤتمر الصحفي الأول للحركة منذ بدء الهجوم الإسرائيلي على غزة، التعليق على وجود جهود لاستعادة التهدئة، معتبرا أن “الحديث الإسرائيلي عن تهدئة خديعة”. وقال أبو زهري إن المعركة الدائرة في غزة “ستحدد معالم جديدة في طبيعة الصراع مع الاحتلال الإسرائيلي الذي لا يملك قرار إنهائها لأن ذلك مرهون بالثمن الذي سيتكبده على يد المقاومة “. وأشاد المتحدث بالموقف المصري “الشجاع” وبالإجراءات السياسية التي اتخذها الرئيس المصري محمد مرسي، داعيا الشعوب العربية والإسلامية إلى النفير العام. نتنياهو يعد بالتوسع بدوره، قال رئيس وزراء إسرائيل، بنيامين نتنياهو، إن الجيش الإسرائيلي مستعد لتوسيع رقعة عملية “عمود السحاب” بشكل ملحوظ. ونقلت الإذاعة الإسرائيلية عن نتنياهو قوله، في مؤتمر صحفي اليوم، إن إسرائيل “لن تتسامح مع استمرار الاعتداءات الصاروخية الفلسطينية وستفعل كل ما هو ضروري للدفاع عن مواطنيها”. وأشار إلى أن سلاح الجو الإسرائيلي ألحق أضرارا جسيمة بصواريخ “فجر” التي كانت مصوَّبة نحو منطقة تل أبيب الكبرى. ووصف رئيس الوزراء الأسرائيلي ما تقوم به حماس والفصائل الفلسطينية الأخرى ب “جريمة حرب”، متهماً أفرادها باستخدام المدنيين في غزة دروعا بشرية وإطلاق الصواريخ صوب التجمعات السكنية في إسرائيل. عامل إنقاذ اسرائيلي يرفع انقاض مبنى في كريات ملاخي سقطت عليه قذائف القسام (رويترز) دخان يتصاعد شرق غزة أمس بعد قصفٍ إسرائيلي (إ ب أ) إسرائيليان من كريات ملاخي يختبئان هرباً من صواريخ القسام (رويترز) تل أبيب | غزة | وكالات