أطلق «الخميني» مصطلح «الشيطان الأكبر» على أمريكا بعد تسلّقه الحكم في إيران عقب انتصار ثورة الشعوب عام 1979. والترويج العلني للمصطلح من قبل «الخميني»، لم يمنع الاتفاقات السريّة الإيرانيةالأمريكية، وفضيحة «إيران جيت» (كونترا) عام 1986 وإهداء كتاب الإنجيل الموقّع من الرئيس الأمريكي الأسبق «رونالد ريجان» للخميني عبر مندوبه «ماك فارلين» يشهدان على ذلك. ويشهد الأحد المقبل الذكرى السنوية ال33 لاحتلال السفارة الأمريكية في طهران ورهن 52 أمريكياً طيلة 444 يوماً. ورغم احتفال مئات الآلاف من المتظاهرين الإيرانيين عام 1979 بهذا الحدث، تعتقل إيران اليوم تجمّعاً لخمسين ناشطاً من «لجنة أهل القلم» من بينهم «مهدي خزعلي» نجل أحد رجال الدين المحافظين، الذي كشف عن أن «أحمدي نجاد» من أصول يهودية! وداهمت القوى الأمنيّة الإيرانيّة مقر اللجنة بسبب محاولتها إحياء الذكرى ال33 لاحتلال السفارة الأمريكية وخطف الرهائن. ومثلما استغلت إيران صفقة الرهائن عام 1981 لدعم الحملة الانتخابية للمرشح الرئاسي «رونالد ريجان» تمهيداً لصفقة السلاح الأمريكيّة لإيران عبر إسرائيل في حربها ضد العراق، فإن إيران اليوم تمنع إحياء المناسبة ورفع شعارات الموت لأمريكا، دعماً لحملة الرئيس «أوباما» التي ترى مصلحتها في انتصاره على منافسه الجمهوري «ميت رومني»، خاصة وأن الأخير يبدو أكثر تشددّاً في مواقفه ضد إيران. وأعلنت مصادر إيرانية عن «ضرورة سعي طهران لدعم الحملة الانتخابية لأوباما بشتى السبل». ورغم انتماء «نجاد» إلى «طلبة نهج الخميني» ومشاركته في عمليّة احتلال السفارة الأمريكيّة في طهران لإنقاذ الرهائن، إلا أن مبادرة اقتحام السفارة تعود إلى «الطلاب الإسلاميين»، وواقع الحال أن «طلبة نهج الخميني» اختطفوا منهم الغنيمة للحفاظ عليها ولاستخدامها كورقة للتآخي والتقارب مع الشيطان الأكبر!