وجّه وزير الحج الدكتور بندر بن محمد حجار، بتسكين نحو 300 من الحجاج السوريين من اللاجئين القادمين من لبنان في مكةالمكرمة، حتى تتم تسوية أوضاعهم، بعدما نشرت «الشرق» معاناتهم أمس الأول، المتمثلة في وقوعهم في فخ شركة حج لبنانية استولت على أموالهم ولم تؤمّن لهم الخدمات من إعاشة وسكن ونقل ودفع شيك عوائد الخدمات. ننتظر تسوية أوضاعنا ونقل حجاج سوريا عبر «الشرق»، شكرهم العميق لحكومة خادم الحرمين الشريفين وجميع القائمين على الحج، كما شكروا «الشرق» التي كانت الصحيفة الوحيدة التي قابلتهم ونقلت معاناتهم بحيادية وأمانة ومصداقية كبيرة. وقال أبومحمد العرابي «بصراحة وجدنا وقفة أخوية وصادقة من وزارة الحج، حيث جاء مندوب من قِبلها ووعدنا بحل كل مشكلاتنا وتم نقلنا من مخيمات منى إلى مقر في مكةالمكرمة وتم تأمين الإعاشة لنا». وأضاف «مازلنا ننتظر تسوية أوضاعنا وإيحاد حل لمشكلتنا، فعودتنا مرة أخرى لسوريا تعني ذبحنا على يد شبيحة بشار الأسد أو العودة للتشريد والذل في لبنان». مضايقات وتهديدات وكشف أبووسيم عن تعرضه لمضايقات من عناصر من حزب الله أثناء وجوده في لبنان قبل مجيئه للحج، مؤكداً أنهم حاولوا اعتقاله وقتله عندما هاجموه وأهله بالرشاشات وأوثقوهم وأشبعوهم ركلاً وضرباً وحاولوا قتلهم عندما علموا أنهم سوريون لولا تدخل أخيه الذي يعمل في لبنان ويعرفونه. وأضاف أن السوريين لا يأمنوا على أنفسهم في لبنان، قائلاً إنهم قد يتم تسليمهم للحكومة السورية في أي لحظة. وقال أبووسيم إن الحكومة السورية أعلنت أنها ستقتل أي شخص سيعود من الحج ونحن لسنا خائفين على أنفسنا بقدر خوفنا على أهلنا وبناتنا وزوجاتنا. ولفت أبووسيم إلى أن الشبيحة قتلوا ابن أخيه رغم أنه شخص مريض نفسياً لأنه كان يشاهد مظاهرة، وكتبوا في تقرير وفاته إنه قُتل بواسطة العصابات المسلحة. احتيال وخدمات وهمية ويلتقط أبومحمد العرابي الحديث فيقول «تعرضنا لاحتيال من قِبل بعض شركات الطيران التي أخذت منا أموالاً مقابل نقلنا إلى الأراضي المقدسة، لنكتشف أنه لا يحق لأي شركة طيران غير الخطوط السعودية نقل الحجاج، وعندما طلبنا استرداد الأموال رفضوا». وأضاف قائلاً «مع الأسف الشديد، كلهم يريدون استغلالنا والمتاجرة بقضيتنا»، مستشهداً بمنع السلطات اللبنانية دخول السوريات إلى لبنان هرباً من الموت إلا بدفع الرشاوى. وأكد أن وضع اللاجئين في مخيمات لبنان لا يقل قسوة عما يتعرضون له في سوريا. وقال «بِعنا بعض بيوتنا في سوريا لنستأجر في لبنان، لنفاجأ بأن بعض اللبنانيين رفعوا الأسعار رغم معرفتهم بتردي أوضاعنا». وتمنى أبومحمد من القيادة السعودية تمديد فترة وجودهم أو السماح لأبنائهم الموجودين في المملكة باستضافتهم حتى تنجلي الغمة. وقفة مشرّفة من السفير ويحكي أبومعاوية قصة لا تقل مأساوية عن غيره، فيؤكد أنه هرّب أسرته المكونة من زوجته وولديه وبنتيه من القصف في ضواحي دمشق لبيروت وبحث عن العمل لإطعام ستة من إخوته في سوريا فلم يجد، فأصبح يتنقل من الشاطئ إلى الحدائق لينام، حتى شاهده السفير السعودي علي عواض عسيري، الذي تعامل معهم بكل رقي على حد قوله، وحين علم برغبتهم في الحج، وعدهم بمنحهم تأشيرة في حال فتح الحج للاجئين السوريين. وقال بالفعل كنت أول من مُنح التأشيرة من قِبل السفير الذي كان يتعامل مع السوريين واللبنانيين بشكل راق ومهذب ومحترم وإنساني. ويستطرد قائلاً إن الأزمة زادت السوريين تمسكاً بدينهم، حتى أن بعض من يُعتقل ويعذب من الشباب يخرج أكثر تمسكاً بدينه، وأشد حرصاً على أداء الصلاة. وقدم شكره للحكومة ولوزارة الحج وللمؤسسة الأهلية لمطوفي حجاج الدول العربية والمطوف سمير مسكي على الاهتمام بهم والخدمة التي تقدم لهم، متأملاً أن تتم إعادة النظر في وضعنا. وذكر الطفل معاوية الذي لم يتجاوز الخمس سنوات، أنه شاهد بنفسه مقتل أربعة إخوة لا تتجاوز أعمارهم الثلاثين عاماً أمام أمهم في المنزل المجاور لمنزلهم. فيما أكد المطوف سمير مسكي أنهم بصدد رفع أوراقهم لوزارة الحج للنظر في أوضاعهم وبانتظار الرد، مشدداً على حرص وزارة الحج الكامل على راحتهم وخدمتهم.