نفى شيخ السلفية الجهادية عمر الحدوشي، الاتهامات التي وجهتها له الأجهزة الأمنية الإسبانية، بالوقوف وراء سفر مواطنين مغاربة يحملون الجنسية الإسبانية، إلى سوريا للالتحاق بالجيش الحر. وعبَّر الحدوشي، عن استغرابه للتهمة التي ألصقتها به المخابرات الإسبانية، معتبرا أنه لا علاقة له بالموضوع لا من قريب ولا من بعيد، مهددا باللجوء إلى القضاء الدولي، ومتابعة الدولة الإسبانية. وقالت المصادر القضائية والأمنية الإسبانية: إن للحدوشي دورا حيويا، في إرسال مجاهدين إسبان من أصول مغربية إلى سوريا لتنفيذ عمليات انتحارية ضد قوات بشار الأسد، مؤكدة قصة الإسبان الثلاثة من أصل مغربي، الذين كانوا يقطنون في سبتة، وذهبوا إلى سوريا، ونفذوا عمليات انتحارية هناك، معتبرة شيخ السلفية الجهادية عنصرا رئيسيا في مسلسل تطرف واستقطاب الإسبان الثلاثة، وهم الوهابي والعياشي وعبدالسلام. وبررت المصادر الإسبانية اتهامها للشيخ الحدوشي، بأنه كان موجودا في يوم الإعلان عن عملية انتحارية في سوريا – التي نفذها سائق أجرة من سبتة – في أحد مساجد المدينةالمحتلة، يصلي بالناس، وهو الرابط الذي اعتبره الحدوشي مجرد صدفة فقط. وينتاب السلطات الأمنية الإسبانية قلق شديد بشأن توجُّه هؤلاء الإسبان من أصل مغربي إلى الجهاد في سوريا، معتبرة أن مقتل هؤلاء الشبان يشكل مأساة حقيقية، ما يدعو إلى التعجيل باتخاذ خطوات فعَّالة، وإجراءات زجرية قوية ضد المحرضين، الذين يشجعون الشبان المغاربة، الحاملين للجنسية الإسبانية، على التوجُّه إلى سوريا والقتال مع الجيش الحر. وقدر تقرير استخباراتي إسباني عدد السلفيين في المغرب بحوالي 17 ألف شخص، وهو ما أيقظ تخوفات الإسبان، الذين تُخيِّم عليهم ذكرى تفجيرات قطارات مدريد عام 2004م، لأن كلمة السلفية مرتبطة لديهم بهذه التفجيرات، التي قالت المخابرات الإسبانية: إن وراءها عناصر من السلفية الجهادية تتبع تنظيم القاعدة. وأشار التقرير الصادر عن المركز الوطني للاستخبارات في إسبانيا إلى ما اعتبره حقائق حول المد السلفي في المغرب، لا سيما في المدن الشمالية المتاخمة لإسبانيا، موضحا أن غالبية هؤلاء السلفيين يوجدون في المدن الكبرى، لكن أكثرهم إثارةً للقلق الإسباني سلفيو الشمال المغربي، بفعل القرب الجغرافي، حيث لا يفصل إسبانيا عن المغرب سوى 15 كلم، من الشمال.