كشفت مصادر أمنية أن السلطات الإسبانية ونظيرتها المغربية تدرسان إجراءات تسليم المشتبه به «محمد دوحا» الذي كانت اعتقلته السلطات الإسبانية بتهمة الضلوع في تفجيرات الدارالبيضاء الإرهابية. وكان مجلس الوزراء الإسباني وبعد مناقشات مطولة قرر أخيرا تسليم المتهم المذكور إلى بلده الأصلي المغرب. ويذكر أن «محمد دوحا» ظل محتجزا منذ 22 ديسمبر الماضي ببرشلونة بعدما تم اعتقاله إلى جانب المغربيين مجيد البقالي وعبد القادر فرحاوي للاشتباه في انتمائه إلى تنظيم «الهجرة والتكفير». وكان القاضي المكلف بالبحث في قضايا الإرهاب بالمحكمة الوطنية الإسبانية أمر بعد انتهاء التحقيقات مع المتهمين المذكورين إطلاق سراح محمد دوحا وإيداع الاثنين الآخرين السجن بتهمة الانتماء إلى جماعة مسلحة والتحضير لهجمات إرهابية. وبحسب الأمن الإسباني فإن مجيد البقالي وعبد القادر فرحاوي كانا يحاولان الحصول على مادة «الزئبق الأحمر» في أحد بلدان أوروبا الشرقية والتي تعتبر المادة الأولية لصناعة متفجرات عالية الجودة. ويتهم الأمن الإسباني المغربيين المذكورين بالإعداد لتنفيذ هجمات بإسبانيا والمغرب. وذكر الأمن الإسباني أن المتهمين اعترفا لدى التحقيق معهما بصلتهما برجل تشيكي كان ينوي بيعهما مادة «الزئبق الأحمر» وهي مادة إشعاعية تكثر بأوروبا الشرقية وتستعمل في صنع متفجرات عالية الجودة. وكانت المصالح الأمنية المغربية والإسبانية دخلت في تنسيق محكم من أجل إيقاف المتهمين المذكورين حيث كانت المخابرات الإسبانية أخطرت نظيرتها المغربية بدخول أحد المتهمين إلى المغرب، وأخضعت المخابرات المغربية المتهم المذكور لمراقبة دقيقة دون أن تتعرض إليه بالاعتقال وذلك قصد تجميع المزيد من أدلة الإدانة. وتبين للمخابرات المغربية أن المتهم دخل إلى المغرب من أجل الإشراف على عملية شراء المتفجرات من خارج إسبانيا وانطلاقا من التراب المغربي، وهي المعلومات التي أفادت بها نظيرتها الإسبانية التي أقدمت على اعتقال المتهم فور عودته إلى إسبانيا. ويذكر أن المصالح الأمنية المغربية ونظيرتها الإسبانية كانا أبرما عدة اتفاقيات تعاون ودخلا في تنسيق دقيق بعد تفجيرات الدارالبيضاء الإرهابية حيث كان نادٍ إسباني أحد الأماكن التي تم تفجيرها، وتعزز هذا التنسيق بعد تفجيرات مدريد والتي اشتبه في عدة مهاجرين مغاربة يتعاطفون مع تنظيم القاعدة بالوقوف وراءها. من جهة أخرى تمكنت المصالح الأمنية بمدينة فاس (وسط المغرب) من اعتقال متهم على علاقة بتيار «السلفية الجهادية» هدد بتفجير مطار المدينة ومؤسسات أخرى عمومية في حال لم تقدم السلطات على إطلاق سراح أتباع هذا التيار المتطرف الذين يقبعون في سجون مختلفة بالمغرب على خلفية التورط في أعمال إرهابية أو الدعوة إليها. وكان المتهم أجرى مكالمات هاتفية ببعض المؤسسات الحيوية بالمدينة كمستشفى الحسن الثاني ومستشفى ابن الخطيب ووكالة «الستيام» للنقل الطرقي ومطار المدينة وبعض المصالح السياحية الأخرى، وتوعد المتهم هذه المصالح بالقيام بتفجيرها في حال لم تطلق السلطات سراح أتباع السلفية الجهادية المعتقلين في سجون مختلفة في المغرب.