أطلقت السلطات المغربية سراح مجموعة من رموز السلفية الجهادية الذين كانوا وراء القضبان ،على خلفية محاكماتهم التي أعقبت تفجيرات الدارالبيضاء في 16 مايو عام 2003 ، بعد صدور عفو ملكي بحقهم، كما أشارت “الشرق” في سبق لها بعدد الخميس الثاني من فبراير. واستفاد السلفيون من عفو ملكي، بمناسبة المولد النبوي الشريف، حيث دأب العاهل المغربي على إصدار العفو عن مجموعة من السجناء في مختلف المناسبات الدينية والوطنية. وخرج من شيوخ التيار الذي يعرف بالسلفية الجهادية، حسن الكتاني الذي كان بسجن الزاكي بسلا، ومحمد رفيقي المعروف بأبي حفص والمعتقل بسجن بوركايز بفاس، وعمر الحدوشي بالسجن المحلي لتطوان. وكان وزير العدل والحريات العامة، مصطفى الرميد ، المنتمي إلى حزب العدالة والتنمية، أكد أنه لا يمكن تصفية ملف تيار السلفية الجهادية، إلا عن طريق طلب عفو ملكي، حيث قدم وعودا بالانكباب على هذا الملف الشائك، علما أنه اشتهر بمرافعاته عن معتقلي هذا التيار، ودخل في مناوشات مع النيابة العامة في أكثر من جلسة. ووجه الشيخ الفيزازي الذي شمله قرار العفو، في وقت سابق بعدما قضى ثماني سنوات وراء القضبان على خلفية تفجيرات الدارالبيضاء، بداعي أنه من شيوخ السلفية الجهادية، وجه شكره للعاهل المغربي الملك محمد السادس، مؤكدا أن المغرب يتغير فعلا نحو الأحسن. وقال الفيزازي الذي يسعى إلى تأسيس حزب إسلامي، سيشمل السلفيين في المقام الأول، إن العفو عن الشيوخ الكتاني وأبي حفص والحدوشي، يثلج الصدر ويسر الجميع، لأنه لا أحد يقبل باعتقال العلماء. وقاد الفيزازي خلال وجوده في السجن وساطة بين السلطات ومعتقلي السلفية، حيث أبدى الشيخان” حسن الكتاني” و “أبو حفص” عن رغبتهما الشديدة في الحوار مع الدولة، والإعراب عن استعدادهما للقاء العلماء الرسميين للمملكة”. وأكد” الكتاني أن لا مشكلة لديه مع الملكية و أنه “لم يُكفر يوما المجتمع”، وأنه ” كان دوما معارضا لكل أشكال العنف والتكفير”، مستدلا بكتابه الأخير الذي ألفه داخل السجن، والذي سماه” الأجوبة الذكية”