منى – نعيم تميم الحكيم الانتهاء من دراسة لتمكين أكبر عدد من زيارة الروضة الشريفة أثناء الذروة بعد الحج. رصد عشرة ملايين ريال لدراسات وبرامج المعهد خلال حج هذا العام. ثمانون باحثاً وباحثة و 500 طالب لتنفيذ 43 دراسة و23 برنامجاً هذا الموسم. تخصيص 11 دراسة للمدينة والتركيز على قياس جودة الخدمات المقدمة فيها. برنامج لقياس أسباب الازدحام أثناء النفرة من وإلى منى والرفع بنتائجه للأمن العام. دراسة لإمكانية تصنيع وتعليب وجبات الحجاج في المشاعر لسهولة وصولها. د.عبدالعزيز سروجي كشف عميد معهد خادم الحرمين الشريفين لأبحاث الحج والعمرة الدكتور عبدالعزيز سروجي عن البدء في تطبيق دراسة المشروعات المقترحة لتحقيق المخطط الشامل لمشعر منى العام المقبل، وذلك ضمن المخطط الشامل لتطوير مكةالمكرمة والمشاعر المقدسة الذي اعتمده خادم الحرمين الشريفين، مشيرا إلى أنهم في مرحلة جمع البيانات. وأفاد سروجي في حوار مع «الشرق» أن المعهد رصد نحو عشرة ملايين ريال لإجراء 43 دراسة و23 برنامجاً في موسم حج هذا العام يقوم عليها ثمانون باحثاً وباحثة و500 طالب من جامعة أم القرى. ولفت سروجي إلى أن المعهد سيدرس هذا الموسم تمكين أكبر عدد من زيارة الروضة الشريفة أثناء الذروة وسيتم الانتهاء منها بعد موسم الحج، وأشار سروجي إلى أن المعهد سينفذ برنامجاً لقياس أسباب الازدحام أثناء النفرة من وإلى منى والرفع بنتائجه للأمن العام. وأشار سروجي إلى أن هناك من الدراسات المهمة المطروحة لإمكانية تصنيع وتعليب وجبات الحجاج في المشاعر لسهولة وصولها للحجاج. وأفصح سروجي عن أن المعهد خصص 11 دراسة للمدينة المنورة سيركز فيها على قياس جودة الخدمات المقدمة فيها. وأفاد عميد المعهد أنه سيتم البدء في توسعة صحن المطاف بعد موسم حج هذا العام لرفع طاقته الاستيعابية، مشيرا إلى أن تطبيق نتائج دراسة إدارة الحشود في صحن المطاف التي قام بها المعهد من خلال الاعتماد على التفويج وتفتيت الكتل البشرية وتحديد المسارات ستكون في شهر رمضان المقبل. * بداية حدثنا عن أهم الدراسات التي يقوم بها معهد خادم الحرمين الشريفين لأبحاث الحج؟ - معهد خادم الحرمين الشريفين لأبحاث الحج هو الأوحد على مستوى العالم الذي يعنى بدراسة كافة الأبحاث والمشروعات المتعلقة بمنظومة الحج والعمرة ومدينتي مكةالمكرمةوالمدينةالمنورة، ويقدم على مستوى هذا العام خدمات كبيرة لكثير من المشروعات المدعومة من الجهات الحكومية، وحتى التي يتم دعمها من قبل المركز أو من الجامعة، وخصوصا في شهر رمضان، أو في موسم الحج، وكل هذه المشروعات تنبثق من الأقسام العلمية فيه وهي (قسم البحوث الإدارية والإنسانية، وقسم البحوث البيئية والصحية، وقسم العمران والهندسة، وقسم المعلومات والخدمات العلمية) وكافة المشروعات التي تنبثق من هذه الأقسام حسب التخصص وقد يشترك أكثر من قسم في موضوع واحد، وفي هذا العام يقدم المعهد (43) دراسة و(23) برنامجاً. * ما الفرق بين الدراسة والبرنامج؟ - البرنامج هو المستمر في كل عام من رمضان إلى الحج مثل إحصائية الحجاج في كل عام، وآخر إحصائية تقول إن عدد الحجاج بلغ ثلاثة ملايين حاج في الموسم الماضي، وهذا محدد عبر برنامج يشرف عليه الزميل أحمد البدوي، وهناك برنامج آخر في قسم الشؤون الإعلامية وهو يهتم بالتوثيق بالصورة والفيديو لكافة الدراسات والأبحاث التي تتم في كل موسم في الجمرات وغيرها من المواقع المكتظة. أما الدراسات التي تتم خلال موسم معين خلال رمضان والحج، وتنتهي هذه الدراسة وتخرج بتوصياتها ومقترحاتها وأولوياتها خدمة لما تطلبه القطاعات الحكومية عموما كالإمارة والأمانة والدفاع المدني والرئاسة العامة لشؤون الحرمين والأمن العام حتي يتم وفق هذه الدراسات والأبحاث الخطط التنفيذية للوصول لأعلى درجات النجاح. ويبقى المعهد جهة أكاديمية وبحثية فقط غير أنه يتكامل مع كافة القطاعات الحكومية ويتكيف معها، وعندما تطرح مشكلة ما فإنها تسند من قبل المعهد لفريق متخصص ينزل بموجبها إلى الميدان لتطبيق دراساته وأبحاثه على واقع الطبيعة من أجل إيجاد الحلول والتوصيات ومن ثم إرسالها للجهات المختصة لتنفيذها. العناوين الجديدة * ما أبرز العناوين التي ترتكز عليها الدراسات هذا العام؟ - هناك عناوين كثيرة، وأول ما يجب أن يعرفه الجميع أن عدد المشاركين في البحوث (80) باحثاً وباحثة، ويختلف التكليف من موضوع لآخر، حسب نوعية الدراسات والأبحاث، كما يجب أن يعلم القارئ أن أبحاث المعهد لا يقوم فيها فقط منسوبوه بل إنه يشمل كذلك الاستعانة بباحثين من داخل وخارج المملكة، والمجال مفتوح لكل باحث يريد أن يعمل من الخارج أو الداخل، ومن الجامعات المختلفة، ولدينا دراسات شارك بها باحثون عالميون من خارج المملكة وساعدهم فيها حوالي (500) طالب من الجامعة. ومن أهم دراساتنا هذا العام دراسة تهتم بمنظومة النقل من حيث الحركة المرورية على المحاور الرئيسة في مرحلتها الثالثة وهو مشروع شارع إبراهيم الخليل؛ من حيث رصد حركة المركبات في المحور ورصد أهم المشكلات في هذا الموقع المركزي، واقتراح الحلول التي تزيل مشكلة الازدحام لتسهيل الحركة، ولدينا برنامج حركة المركبات والمشاة أثناء النفرة من وإلى منى وهو برنامج متواصل كل عام، يتم خلاله تدوين المعلومات والملاحظات ويتم تزويد الأمن العام بنتائجها. * هناك ازدحامات سنوية في النفرة، هل ستتواصل؟ - نعم هناك أزمات متكررة في هذا الأمر وهناك الكثير من الدراسات التي أوصى بها المركز وهي ترفع بشكل دائم ومستمر للأمن العام، وهناك برنامج آخر في قسم البحوث العمرانية والهندسية يعنى بنقل الحجاج (تردديا) وهو ما طبق على أربع مؤسسات طوافة هي (تركيا، وجنوب شرق آسيا، وحجاج إيران والدول الإفريقية غير العربية)، والنقل الترددي كما يعلم الجميع فكرة معهد أبحاث الحج منذ عام 1416ه. وهناك أيضا البرامج الخرائطية الإرشادية وهي مستخدمة من قبل جميع القطاعات ويتم تحديثها سنويا بمعونة جميع القطاعات والمرافق الحكومية. دراسات المدينةومكة * وماذا عن الدراسات التي تهتم بالمسجد النبوي الشريف والمدينةالمنورة بشكل عام؟ - نعم هناك عدة أبحاث ودراسات تهتم بالمدينةالمنورة، ومنها دراسة تمكين أكبر عدد من الحجاج والمعتمرين من الرجال والنساء زيارة الروضة الشريفة أثناء الذروة، علما بأن الدراسة بدأت من رمضان إلى نهاية حج هذا العام، كما قدم قسم البحوث الإدارية والإنسانية دراسة تهتم بالمسجد النبوي الذي نال ثلث الدراسات عبر (11) دراسة تحتاج للمزيد من المتابعة والبحث سواء في المسجد النبوي أو في المنطقة المركزية حوله، كما يقوم المركز بدراسة تعنى بتجويد الخدمات في مطار الأمير محمد بن عبدالعزيز في المدينةالمنورة، تبدأ أولا من نوعية رضا الحاج عما يقدمه هذا المطار من خدمات للحجيج، ودراسة أيضا عن جودة استقبال الزوار في حي الهجرة والخدمات المقدمة للحجاج، وجود الإسكان في المدينةالمنورة. * وماذا عن الدراسات التي تهتم بمكةالمكرمة؟ - هناك دراسات تهتم بمكةالمكرمة وتعنى بعض هذه الدراسات بأنماط الحركة في الساحتين الغربية والجنوبية للمسجد الحرام عبر التصوير، وتعتمد على تصوير حركة الحشود وكيفية تسهيل حركتهم، أما فيما يتعلق بقسم العلوم البيئية والصحية هناك دراسات عدة مثل دراسة تهتم برصد أسباب الذبح العشوائي في مكةالمكرمة وما يخلفه من سلبيات على البيئة والجانب الصحي للحجاج، أمام مشروع الإفادة من الهدي والأضاحي، كما أن هناك دراسات تعنى بجانب إمكانية تصنيع وتعليب وجبات للحجاج في المشاعر لسهولة وصولها للحجاج. وهناك برامج لتحليل ماء زمزم، كما أن هناك برنامجاً للسيول في مكةالمكرمة وكيفية التنبؤ بها عبر التعاون مع أمانة العاصمة والدفاع المدني، ولا ننسى أن هناك دراسات عدة تهتم بالجانب الصحي في مكةالمكرمة، ومقارنة الطلب الغذائي للحجاج في مكةوالمدينة، ولدينا برامج اقتصادية سنوية، نرصد من خلالها متوسط إنفاق الحاج منذ وصوله وحتى مغادرته، لأن هناك ارتفاع في الأسعار، ولدينا قسم البحوث والشؤون الإعلامية وهو جانب توثيقي عبر الفيديو والفوتوجراف، ويقوم هذا القسم بدراسات عدة عبر الفيديو حول كيفية توصيل الرسالة للحجاج عبر الشاشات والتواصل معهم في المناطق المركزية، وهي دراسة قياسية لمدى استفادة الحجاج من البرامج التوعوية في المنطقة المركزية ومدى الاعتماد عليها في أمر توجيه الحجاج لأداء مناسكهم في المشعر، وهذه الدراسة تقوم بها إحدى الأخوات الباحثات. التوعية والخدمة * هل هناك دراسة تبحث في مستوى تعليم الحجاج لمعرفة مدى تلقيهم برامج النوعية؟ - هذا الأمر صعب جداً، لأن الحجاج يختلفون من عام لآخر وبالإمكان أخذ دراسة لكل عام على حدة، ولدينا دراسة تحدد مشكلات الاتصال بين الحجاج والجهات الأخرى، وهي حديثة وصفية استكشافية، وكما أن هناك دراسة رصد ازدحام الصحن والسطح على مدار موسم الحج وخاصة أيام الذروة من 10 إلى 13 ذو الحجة. * ولكن صحن الكعبة سيخضع للتوسعة؟ - نعم وستكون توسعة صحن الطواف بعد موسم حج هذا العام لرفع طاقته الاستيعابية لتصل إلى مائة وثلاثين ألف طائف في الساعة. * وهل هناك دراسات تعنى بمستوى الخدمات التي تقدم للحجاج؟ - لدينا عدد من الدراسات قدمها قسم المعلومات والخدمات العلمية ومن أهمها دراسة تحليلية لتطوير الخدمات الأساسية في أماكن النسك وهل تستمر في ازدياد مع تزايد أعداد الحجاج، وستعطي الجانب الإحصائي والتحليلي في هذا الموسم بالإضافة إلى أن هناك دراسة تعنى بتحليل الأزمنة والمراحل الإجرائية التي يمر بها الحاج قبل مغادرة مطار الملك عبدالعزيز في جدة، أي ما هي الفترات الزمنية المرحلية التي يمر بها الحاج منذ أن يصل وحتى وقت مغادرته وهل هي طويلة أم قصيرة؟ وهي ستعطي تصورا واضحا يمكن الاستفادة منها العام المقبل خصوصا بعد اعتماد المسار الإلكتروني من قبل مجلس الوزراء، وهذا المسار سيسهل العمليات الإجرائية والبحثية منذ الوصول وحتى العودة، وسنقارن بين دراسة هذا العام ودراسة العام المقبل في تقييم هذه الفترات الزمنية. ميزانية المعهد * كم تقدر ميزانية معهد خادم الحرمين لأبحاث الحج؟ - الميزانية تصل إلى حدود العشرين مليون ريال وهي بلا شك أفضل من ميزانية العام الماضي، وهي مضاف إليها دعم خادم الحرمين الشريفين وميزانية المعهد وما تقدمه الجامعة من دعم، علاوة على ما يصل للمعهد من بحوث ودراسات هي في الأصل مدعومة من القطاعات الأخرى. * وكم تقدر ميزانية المعهد في الحج؟ - الميزانية جيدة إلى حد كبير والأبحاث تستنزف قرابة عشرة ملايين ريال وفي الغالب تزيد قليلا، ولا ننسى دعم وزارة التعليم العالي بخمسة ملايين ريال، ومثل هذا الدعم يساعد المعهد والباحثين على العمل. * هل من دراسات سابقة ينتظر لها حاليا أن تدخل حيز التنفيذ؟ - بالتأكيد هناك غير دراسة في موضوعات عدة، من أهمها منع المركبات التي تقل حمولتها عن 25 راكباً، ومازالت مطبقة بتحديثاتها المتواصلة، وهناك دراسة تهتم بإدارة الحشود في جسر الجمرات، والمنطقة المركزية وصحن المطاف والأدوار العلوية للمطاف بوضعه الحالي من خلال الاعتماد على التفويج وتفتيت الكتل البشرية وتحديد المسارات ومازلنا في طور إكمال دراستها ولن تطبق في العام الحالي، ونطمح أن تطبق في رمضان المقبل، وكما تعلم أن توجيهات سمو وزير الداخلية الأمير أحمد بن عبدالعزيز اعتماد التفويج في كافة مراحل الحج، وليس فقط داخل المشاعر لتكتمل حلقة التفويج. * وماذا عن الدراسات التي ينتظر من تطبيقها أن تؤثر إيجابا على نجاحات الحج؟ - أولا يجب أن يعلم الجميع أنه اعتمدت موافقة المقام السامي باعتماد المخطط الشامل لمكةالمكرمة والمشاعر المقدسة وهو إنجاز كبير لأنه أصبح لدينا رؤية واضحة لوضع مكة والمشاعر بعد ثلاثين عاما وهي فترة المخطط الشامل، وفي الحقيقة عقدنا عشر ورش عنيت بتقسيم أهم الخدمات وأبرزها من أجل عمل متكامل فيما بينها. وتوجد لدينا دراسات لزيادة الطاقة الاستيعابية في مشعر منى بكافة احتياجاتها، بما يتطلب زيادة المرافق والخدمات ومنظومة النقل وإدارة الحشود والتفويج، وكل هذه المنظومة تتداخل مع بعضها البعض بالإضافة إلى الجوانب البيئية والصحية والمعلوماتية وتطويع التقنية في هذا المجال والإدارة بالإضافة إلى للدراسات السلوكية والاجتماعية للحجاج، وخرجنا من هذه الورش بتصورات متكاملة لمشروعات مقترحة لتحقيق هذا المخطط الشامل لمشعر منى وسيتم البدء بها بعد نهاية هذا الموسم، وسيبدأ الرصد للعام المقبل وسيعكف الباحثون على وضع التصور النهائي للمشروعات عموما وسنطبقها الموسم المقبل. المخطط الشامل * ما أبرز المقترحات لهذا المخطط الشامل؟ - التركيز أولا على زيادة الطاقة الاستيعابية تطبيقا لتوجيهات خادم الحرمين بالاستفادة من سفوح الجبال، وهناك دراسات وأفكار تفاضل بين الخيام متعددة الأدوار أو من الاستفادة من سفوح الجبال، أو من خلال المزاوجة بينهما وكل هذه الأمور سيتم توضيحها من خلال الدراسات التي يقوم بها المعهد. * أيعني ذلك أن المشروع انطلق أو أنه قيد الدراسة؟ - نعم بدأنا الرصد وجمع البيانات، وفي العام المقبل إن شاء الله سيتم تطبيق هذه الدراسات التي يجريها المعهد وسنرى جدوى ذلك في إحداث التغيير المأمول من أجل رفع الكفاءة والدفع بهذه التوصيات للجهات الأخرى. * هناك سلوكيات خاطئة بين الحجيج.. هل ترصدونها للاستفادة منها بحثياً نحو الإصلاح أو تقليل نسبة هذه السلوكيات؟ - هذه الأمور تحتاج لاستبيانات، وحجاج الخارج يأتون بطريقة نظامية، عكس من هم في الداخل، وهم المشكلة الكبرى حيث تنشأ السلبيات من الحجاج غير النظاميين. * هل لديكم دراسات عن الافتراش؟ - بالتأكيد المفترشون هم غير النظاميين، وما ينتج عنهم سلبياً جدا لأنهم خارج الحسابات في المرافق والإمكانات والإصحاح البيئي ولذلك هم الأثر وليسوا مشكلة، والحل في الحد من وجودهم، وهو أمر أمني وحلوله تكون عبر التوعية والشعارات التوعوية والإرشادية كشعار لا حج بلا تصريح والحج عبادة وسلوك حضاري، ولا بد من تعاون الجميع للحد منذ هذا الأثر. * هل تشارك الباحثات في دراسات وبرامج المعهد؟ - نعم هناك مشاركة إيجابية من السيدات في أبحاث المعهد من خلال بحثين هذا العام، علما بأن المجال مفتوح لأي باحثة تريد المشاركة من خلال التسجيل عبر الموقع الإلكتروني للمعهد. سروجي متحدثاً للزميل نعيم الحكيم (تصوير: صالح باهبري)