دعا أمين العاصمة المقدسة الدكتور أسامة بن فضل البار وعدد من المتخصصين في تخطيط المدن إلى أهمية استغلال المساحات الشاسعة في المشاعر المقدسة؛ لتوفير مسطحات لاستيعاب المزيد من الحجاج. وأجمع المشاركون في ملتقى «عكاظ» الإعلامي الذي نظم في مكةالمكرمة أخيرا على أهمية زيادة الطاقة الاستيعابية للمشاعر المقدسة، عبر توفير مساحات أوسع، ونقل كافة مقرات الجهات ذات العلاقة غير المباشر بخدمات الحجاج في المشاعر ونقل مقارها إلى خارج الحدود الشرعية للمشاعر المقدسة، مطالبين بضرورة وقوف هيئة شرعية علمية على الحدود الشرعية للمشاعر المقدسة لإعادة النظر فيها، باعتبار أن بعض تلك الحدود قابل للتمدد ما يعني توفير مساحات أكبر تستوعب المزيد من الحجاج. وجزم المشاركون في الملتقى، أن مشاريع الحج وتطوير مكةالمكرمة لم تتوقف في أحلك الظروف ولم تعان من تذبذب الميزانيات طوال العقود الماضية، حيث تولي حكومة المملكة المشاعر المقدسة ومشاريع الحرمين الشريفين الأولوية في الدعم والتطوير، حيث يقدر حجم ما أنفق في مكةالمكرمة ب 100 مليار ريال خلال الأربعة أعوام الماضية فقط. 100 مليار • أعلن النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبد العزيز، أن مكةالمكرمة ستحظى خلال المرحلة المقبلة بمشاريع تطويرية تتجاوز تكلفتها 22 مليار ريال، فإلى أين تتجه بوصلة التطوير في المشاريع؟. أمين العاصمة المقدسة الدكتور أسامة بن فضل البار: عندما يتحدث النائب الثاني وزير الداخلية عن مكةالمكرمة والحج، فإنه بلا شك يتحدث من قلب الخبير والمحب لهذه البقعة المقدسة وجميعنا ندرك ما يختزله الأمير نايف من خبرة كبيرة في شؤون مكة ومتطلباتها، وأنا من خلال عملي لمدة 15 عاما في متابعة أعمال الحج، لمست في جولات الأمير نايف في كل عام الجديد من المشاريع والتطوير رغم تذبذب الميزانيات في بعض الفترات، إلا أن هذا الواقع لم يؤثر على ميزانية الحج عموما، ففي 1418ه كان مشروع الخيام المطورة وبناء مدينة منى، ثم في عام 1420 جاء مشروع المجازر الضخم، والذي قضى على بؤر التلوث البيئي الكبير في مواسم الحج، وانتهت مرحلة المجزرة البديلة التي كانت في وسط منى، وشهد عام 1426ه مشروع منشأة الجمرات، والذي أنهى أزمة التدافع، لينطلق هذا العام مشروع القطار ليكون وسيلة نقل مريحة للحجاج، ومن هنا فإن مكةالمكرمة تحظى باهتمام كبير من القيادة وما صرف على تطويرها خلال الأربع سنوات الماضية قارب 100 مليار وهذا كله من الإنفاق الحكومي فقط بعيدا عن القطاع الخاص، ومكة في طبيعتها مدينة جاذبة، لذا نجد التنامي في أعداد الحجاج، وقد سجل حج العام الماضي زيادة أعداد حجاج الخارج، خصوصا مع التوسع في وسائل النقل من طيران وغيره، فالأفئدة من شتى البقاع تحن إلى هذه البقعة المقدسة فكل من تقع عيناه على قناة البث المباشر التي هي مكرمة غالية من المليك ويرى الكعبة على مدار الساعة فإنه بلا شك يرغب الوصول إلى هذه الأماكن. عميد معهد خادم الحرمين الشريفين لأبحاث الحج الدكتور عبد العزيز سروجي: لا شك أن مكة تحظى منذ عقود بدعم لا محدود من حكومة خادم الحرمين الشريفين، وهذا الدعم قاد نحو تطوير ملموس فيها، وها هو حديث النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية الأمير نايف يأتي مبشرا بمزيد من العطاء، والحقيقة أن معهد خادم الحرمين الشريفين لأبحاث الحج كان شاهدا على التطوير في مكة من خلال رصد ومتابعة كافة سبل التطوير، خصوصا فيما يتعلق بالحج وشؤونه، فنجد الدراسات التطويرية التي أطلقها المعهد قد تحولت إلى واقع ملموس، وما يجري الآن من دراسات في المعهد ستكون نقلة جديدة في مكةالمكرمة، ومثل هذه الميزانية الضخمة تضع جهات الدراسة والتخطيط بما فيها المعهد في دائرة المسؤولية الكبيرة في المرحلة المقبلة. رئيس مجلس إدارة شركة الأفكار السعودية يوسف الأحمدي مداخلا: بلا شك مثل هذه البشرى التي زفها النائب الثاني وزير الداخلية تزرع الفرح في قلب كل من يهوى مكةالمكرمة، ومن هنا نستشرف في المرحلة المقبلة تغييرا كبيرا في ملامح هذه البقعة المقدسة من خلال حزم المشاريع التطويرية المنفذة منها حاليا أو ما ينفذ في المرحلة المقبلة، ونطلب من جهات التنفيذ التخطيط الجيد الذي يحمل نظرة شمولية للتطوير خصوصا في مشاريع الحج والعمرة، وكذا المشاريع التي تخدم مواطن مكةالمكرمة والمقيم والعمل على تخليص مكةالمكرمة من العشوائيات التي تكتم أنفاسها، وهو ما تقوم به الجهات التنفيذية. هرم الأولويات • «عكاظ»: ما المشاريع في سلم أولويات التطوير في مكة في المرحلة المقبلة، خصوصا في ظل هذا الدعم الحكومي الكبير؟. أمين العاصمة المقدسة: في الواقع مكةالمكرمة تحتضن شعيرة مهمة وهي الحج، وهي شعيرة ديناميكية تعتمد على الحركة والنقل وللحركة مفهوم أوسع من النقل، فالحاج منذ قدومه إلى مكة وهو في حركة دائمة بين المشاعر المقدسة، بدءا من المنفذ، لذا فإن الحاجة ملحة إلى العناية في المرحلة المقبلة بهذا العنصر، وعندما نقول الحركة لا نركز فقط على حركة الطرق والمركبات، بل لا بد من العناية بحركة المشاة كذلك، ومن هنا فإن الوضع يستدعي إيجاد طرق تستوعب حركة المشاة المتزايدة في موسم الحج، خصوصا أن الرصد الميداني الموثق لموسم الحج الماضي، بين أن منطقة الأبطح المحاذية لقصر السقاف تشهد ثاني أيام التشريق كثافة عالية وتكتظ بالمشاة القادمين من مشعر منى وتصب في الحرم، ما جعل الاهتمام بطرق المشاة أمرا ملحا، للحيلولة دون تكدس الحجاج في المنطقة المركزية بعد انتهاء النسك، مع الاهتمام بوسائل النقل الجماعي كالحافلات الضخمة أو القطارات والمترو، وبما يسهل الحركة. نظرة شمولية • «عكاظ»: إذا كانت أزمة النقل والحركة هي المحور في التطوير، ما السبل إذا للوصول إلى حل جذري للنقل في مكةالمكرمة؟ الدكتور عبد العزيز سروجي: طبيعة مكةالمكرمة الجغرافية تحتاج إلى تفكير مغاير لأي أزمة، فهي مدينة ذات تضاريس صعبة ومعقدة، ومع هذا يجتمع فيها قرابة ثلاثة ملايين حاج، وهذه الكثافة بحاجة إلى إدارة فاعلة، وهذا هو التحدي الكبير الذي يواجه الباحثين في دراساتهم، وهذا التحدي يواجه كذلك الجهات المقدمة للخدمة، ومن هنا ينبغي علينا النظر إلى مكة كمنظومة متكاملة دون أن يقتصر التفكير على جزئية محددة وترك الباقي، ولا سيما أن هناك شعائر دينية مرتبطة بأماكن محددة وأزمنة مقيدة، لذا لا بد النظر إلى آليات النقل، وهناك دراسة شاملة في المعهد عن النقل وإدارة الحشود، ولكن لا بد أن نضع في الحسبان أن سهولة النقل دون المقارنة مع الطاقة الاستيعابية للمشاعر المقدسة والحرم المكي وهذه مسألة في غاية الأهمية، ونحن الآن نستطيع نقل مئات الألوف من الحجاج في زمن قياسي، خصوصا مع وجود قطار المشاعر، لذا فالتركيز على عنصر الموازنة مهم وهذا محط دراسة قادمة للمعهد، ومن خلال المتابعة والرصد لحج العام الماضي وجدنا أن الكثافة عالية جدا في الحرم المكي ليس فقط في صحن المطاف بل حتى في الأدوار الثاني والثالث، لذا فهناك تحد في مسألة الطواف في المرحلة المقبلة تبرز أهمية الإدارة ونقصد بها التفويج، فلا بد من تطبيق التفويج من الحرم إلى منى والعكس، ونحن في المعهد سندرس الإيجابية الكبيرة في سهولة الحركة، خصوصا النفرة من عرفة، والتي ربما تقود أحيانا إلى سلبية في بعض الجوانب، ففي هذا الموسم قاد وصول الحجاج إلى مزدلفة بشكل سريع إلى عدم إمكانية استيعاب بعض الخدمات، فدورات المياه، على سبيل المثال، لم تتحمل الكثافة العالية، ما أحدث خللا فيها، وهذا يدعونا إلى النظرة الشمولية إلى الحج كمنظومة متكاملة. الطاقة الاستيعابية • «عكاظ»: إذا، لا بد من النظر مجددا في ما تحتاجه المشاعر المقدسة من تطوير يقضي على المعاناة التي نتلمسها أحيانا في منى ومزدلفة وعرفات؟ رئيس لجنة الحج والعمرة سعد جميل القرشي: المشاعر المقدسة تحتاج إلى المزيد من المشاريع، ونحن في شركات الحج والعمرة، وكذلك الأمر في مؤسسات الطوافة نعاني كثيرا من الطاقة الاستيعابية سواء في منى أو مزدلفة أو عرفة، فالمساحة المخصصة للحاج في عرفات كانت ثلاثة أمتار تقلصت إلى متر و60 (سم مربع)، وربما يتقلص إلى الأقل مع التزايد في الأعداد، فالمشكلة تمكن في الطاقة الاستيعابية بالرغم من التوسع في «المسطبات» والتي زادت الطاقة الاستيعابية بنحو 600 ألف متر مربع، ومع هذا نعاني وكذلك الحال في مزدلفة والتي تزيد مساحتها الإجمالية على 14 مليون متر مربع، ولكن الجبال تشغل النسبة الكبرى منها، فالمساحة المسطحة سبعة ملايين متر مربع فقط، ناهيك أن مشروع القطار والمحطات التي خصصت له استقطع مساحة كبيرة من المشاعر، ومع هذا فهناك مساحة للخدمات من دورات مياه وخلافها، ومن هنا تظل المشكلة قائمة في الطاقة الاستيعابية. تقنين المساحات • «عكاظ»: ما الحلول التي ترونها فاعلة في زيادة الطاقة الاستيعابية في المشاعر المقدسة للخروج من أزمة ضيق المساحات؟ أمين العاصمة المقدسة: أعتقد أن تقنين مساحات الإشغالات الحكومية هو أحد هذه الحلول للحد من المشكلة، ويفترض على الجهات الحكومية التي لا تقدم خدمات مباشرة للحجاج أن تخفض نسبة إشغالها للمساحات في المشاعر المقدسة، وتبقى فقط الجهات المعنية بخدمة الحجاج بشكل مباشر، فيما تخرج الجهات الأخرى إلى خارج الحدود الشرعية للمشاعر المقدسة، وكذلك التوسع في مشاريع تسوية الجبال في عرفات مزدلفة وإعطاء هذا الأمر أهمية في التطوير. سعد جميل القرشي: أرى المشكلة قائمة أيضا في منى، فالمساحة فيها أصبحت ضيقة، ومؤسسات حجاج الداخل لم تعط المساحات الكافية، ما دفع إلى تنامي أعداد الحجاج غير النظاميين والافتراش، وفي هذا العام قلصت المساحات الممنوحة لحجاج الداخل بنسبة 40 في المائة، بعد أن ذهبت مساحات مخصصة لها لصالح مشروع القطار وهو ما أثر على شركات ومؤسسات حجاج الداخل، لذا لا بد من التوسع في منى من خلال البناء وإنشاء وحدات أسمنتية مع التركيز على البنى التحتية في الميزانيات المعتمدة للمرحلة المقبلة، وهذه المشكلة تمتد إلى الحرم المكي، حيث لمسنا مشكلة كبيرة في الطواف الذي يحتاج إلى التوسعة حتى يستوعب الأعداد المتزايدة من الحجاج والمعتمرين الذين سيصل منهم قرابة عشرة ملايين معتمر في السبعة أشهر المقبلة، ما يتطلب التخطيط لتنفيذ مشاريع تستقطب هذه الأعداد الكبيرة. رئيس مجلس إدارة شركة الأفكار السعودية يوسف الأحمدي مداخلا: تبلغ مساحة عرفة الشرعية 13 مليون متر مربع، ومنى مساحتها ثمانية ملايين متر مربع مستغل منها فقط النصف، فلماذا لا تستغل المساحة المتبقية، وأنا هنا أتفاجأ أن المساحة المخصصة للحاج في عرفة متر و60 فقط فيما لو عدنا إلى المصورات الجوية لمشعر عرفات في الموسم الماضي الساعة الخامسة عصرا يوم الوقفة لوجدنا أن ثلثا كاملا من عرفة فاضٍ، فالجهة الشرقية الشمالية لم تشغل بتاتا، وذلك لعدم وجود مداخل لها، وهذا الأمر لا بد للمعهد من دراسته بشكل دقيق واستغلال هذه المساحة الكبيرة وهذا جزء من حل المشكلة. حدود المشاعر • «عكاظ»: ستشهد الأعوام المقبلة كثافة عالية في أعداد الحجاج والمعتمرين، ولا سيما أن العمل في تطوير المشاعر المقدسة والمنطقة المركزية لا يزال قائما .. ما الحلول العاجلة؟ سعد جميل القرشي: المشكلة في الطاقة الاستيعابية في المشاعر المقدسة، وقرأت في بحوث سابقة أن بداية مزدلفة تقع من بعد وادي محسر، وهناك منطقة كبيرة بين محسر ومزدلفة لم تستغل لغياب الفتوى التي تحدد حدود المشاعر، ومن هنا لا بد من هيئة شرعية علمية تعمل على دراسة الحدود الشرعية السليمة لمشعر منى ومزدلفة، فأعتقد أن هذا سيزيد من الطاقة الاستيعابية لها، ولعل فتوى الرمي في أوقات مختلفة قضت نسبيا على أزمة التدافع، لذا لا بد من إعادة النظر في حدود المشاعر المقدسة للتوسع فيها. يوسف الأحمدي: لا بد من عمل تنظيم جديد للمشاة والتوسع في طرق المشاة نموذجية تشمل أماكن للراحة، تشمل أماكن بيع المأكولات والمشروبات ومراكز صحية، فلو تحقق ذلك لسلك الناس طرق المشاة من عرفات إلى الحرم، فإنشاء أربعة طرق مشاة تربط المشاعر المقدسة بالحرم المكي يقضي على أزمة الحركة ويخلل الكثافة البشرية العالية، وما المانع أن تكون طرق المشاة أدوارا متعددة من دورين أو أكثر، وأيضا التوسع في دورات المياه في المشاعر المقدسة وخصوصا عرفات ومزدلفة، وأعتقد الحاجة ملحة لإنشاء إدارة مستقلة لدراسة أوضاع طرق المشاة وتطويرها. المخطط الشامل • «عكاظ»: المنطقة المركزية تئن تحت الكتل الأسمنتية الكبيرة، وكذلك الأملاك الخاصة التي تكتم أنفاس تلك المنطقة، وهذا يدفعنا إلى تساؤل كيف سيكون وضع هذه المنطقة خلال العقود المقبلة؟ وكيل معهد خادم الحرمين الشريفين لأبحاث الحج للتطوير الأكاديمي وخدمة المجتمع الدكتور فاضل محمد يحيى عثمان: أعتقد أن المشكلة تكمن في تنفيذ مشاريع في ظل غياب التخطيط الشامل، فإذا وضع المخطط الشامل، فلن تجد أماكن شاغرة وأخرى مكتظة، وسبق للمعهد أن تقدم بمخطط شامل للمشاعر المقدسة عام 1418ه يضم توفير ستة طرق رئيسة لنقل نحو خمسة ملايين حاج، وكل منطقة فيها أربع مناطق فرعية وتستوعب كل منطقة 200 ألف حاج ويتنقلون باستخدام الحركة الترددية ولم يطبق هذا المخطط والذي يعتمد على النقل من الباب إلى الباب، حيث ركزت دراسات المعهد على تعدد أنماط النقل في الحج وهذا المخطط لم ينفذ لأنه تواكب مع مشروع الخيام الذي فرض واقعا لا بد من التعامل معه، وهذا المخطط اعتمد من قبل هيئة تطوير مكةالمكرمة والمشاعر المقدسة عام 1425ه. أمين العاصمة المقدسة: من أبرز الحلول التي ستقضي على مشكلة الطاقة الاستيعابية في اعتقادي، هي الاستفادة من حمى المشاعر، وهي المنطقة التي سبق أن نزعت ملكيتها لصالح تطوير المشاعر، ولم تستغل حتى الآن، ومن الحلول أيضا نقل منطقة المجازر في المعيصم رقم1 وجزرة الجمال والأبقار المتاخمة لمشعر منى إلى منطقة الخضراء، وإعادة النظر في المساحات التي يمكن أن نطلق عليها «المساحات الضائعة» كتلك الواقعة في محطات القطار، فالجزء السفلي مشبك بطرق لم يستفاد منها وهي مساحات كبيرة يمكن استغلالها، وكذلك منطقة الجزر في منطقة الجمرات بعد أن ترسخت فكرة إدارة الحشود، فضلا عن تنظيم حجاج الداخل والخارج وإشاعة مفهوم «حج أهل مكة» بمعنى أن نزيد من طاقة الحج المنظم بدون زيادة العبء على الإسكان في مشعر منى، مع التركيز على الحلول التنظيمية، فهي أسرع من حلول المشاريع التطويرية التي تستغرق وقتا طويلا. مدير مركز التميز لأبحاث الحج والعمرة الدكتور عدنان قطب: علينا أن نفكر في توزيع الوقت بدلا من توزيع المساحات في المشاعر المقدسة، فالتوزيع الوقتي من خلال برامج مقننة لمشاعر النسك، ونحن في المركز ندرس حاليا النقل المعلق بفكرة جديدة لحل أزمة النقل، دون استغلال مساحات كبيرة في المشاعر المقدسة، وهذا الأمر يدرس حاليا في المركز وتم الاستعانة بفريق من جامعة كندية، وهناك مشكلة لا بد من التركيز عليها وهي معرفة هل تقصد الحشود البشرية المتجهة للمركزية الحرم والطواف، حيث بينت دراسة أن أعداد كبيرة من الحشود تتجه للمنطقة المركزية بحثا عن الخدمات كالصرافات والمطاعم والأسواق، ويمكن التغلب على هذه المشكلة عبر توفير هذه المتطلبات في المشاعر المقدسة، وهناك قضية نغفلها وهي الدراسات البيئية، فالتوزيع للحجاج يتم وفق التوزيع المكاني، ومن هنا لا بد من معرفة أثر البيئة على صحة الحاج، وهذا أمر في غاية الأهمية.