متشابهون وأغرقونا بسلع مغشوشة متشابهة! ولأنني متشبث بقرويتي البسيطة التي تلتفت دوماً لإلقاء اللوم على القريب قبل الغريب قلت: نعم هذا هو حال بعض تجارنا للأسف الشديد الذين يطمحون ويطمعون في الربح السريع بأي طريقة كانت، مستغلين ذلك الضعف الرقابي الواضح بالرغم من “تكاثر “الخراش” على “الظباء”!! أي ضاعت المهمة بين عدة جهات رقابية كل واحدة منها –خلافاً للنظرة القروية أعلاه- لا تنظر إلى تقصيرها في حماية الوطن والمواطن من السلع المقلدة ومراقبة الأسواق بل ترمي بتهمة التقصير وما يحدث من غرائب التقليد على الجهة الأخرى لتدور الدائرة دون فائدة، وحتى الجمعية المفترض بها القيام بدور “محامي المواطن” تكتفي بالتفرج على “مصيبة المستهلك” ولا تملك –في الغالب- إلا أن تقول ” إنا لله وإنا إليه راجعون”! ثم تستجمع شهيقاً طويلاً وتزفر بحدة يائسة: ” إييييه …. دنيا”! فتنحنح صاحبي الذي لا يسمع بجمعية حماية المستهلك إلا على الورق، وكونه مثلي -قروياً أمشي وإياه قرب “الحيط” أو نستظل بسقيفة “عشّة” غير عازلة للصوت- فهمت من تنحنحه الكريم أنني قد تجاوزت الخطوط الحمراء والخطوط المرسومة حول قريتنا وحتى تلك الخطوط التي تجاوزها السيد المحترم “فيليكس النفّاث”" ! فاحترمت رغبته في إصلاح ما قد يفسره السامع لنا بأنه ميلٌ إلى الباطل ببواعث الشيطان ووسوساته! وقال لي بهدوء: لا أقصد تجارنا يا أخي! وإنما تلك الدولة الآسيوية التي يشتهر سكانها بصغر عيونهم! قلت: لا يعيبهم ذلك فهم يرون بوضوح، مع ذلك لن تجد سلعاً في بلادهم –بالرغم من صناعتهم لها- بنفس رداءة السلع المصدّرة إلينا! “عيونهم مفتّحة يا صاحبي”!