خلال السنوات العشر الماضية أصبح التفحيط كالوباء الذي ينخر مجتمعنا، وأصبحت جرائم المفحطين أشبه بالعناوين الدائمة لدى الصحف، كم من مئات الأسر ولن أبالغ إن قلت آلاف فقدت أحباء لها جراء حوادث تسبب فيها مفحطون، هذا عدا عمن أصيبوا بإعاقات وتشوهات نتيجة لهذه الظاهرة، أسباب التفحيط كثيرة ومتعددة، وعدم وجود دراسات دقيقة متخصصة، وضعف العقوبات على مرتكبيها ساهمت في تفاقمها بشكل كبير، لايقتصرالتفحيط على العاطلين ومحدودي التعليم بل تعداه إلى معلمين، وموظفين ،ورجال أمن عسكريين وضباط . خلال السنوات القليلة الماضية أصبح المفحطون يقومون باستخدام الأسلحة أثناء عملية التفحيط ، وهي في الغالب لاتكون إلا من أناس تعودت على مخالفة القانون والسرقة وغالبيتهم من أرباب السوابق ومتعاطي المخدرات الذين لاتردعهم إلا العقوبة القاسية ولاشيء غير العقوبة، لقد ضاقت صدورالمواطنين، وحان الوقت لسن قوانين حازمة ضد المفحطين، تشمل السجن لعدة سنوات ،ومصادرة السيارة والغرامة المالية، كما ينبغي تشديد العقوبات على أي مفحط يتسبب في حادث مروري وينتج عنه إصابات، أو وفيات، واعتبار المفحط في هذا كما لو أنه قاتل مع سبق الإصرار والترصد وتنفيذ القصاص عليه تعزيراً، والتعزير هو (التأديب على ذنوب لم تشرع فيها الحدود). فإذا ارتكب أحدهم مخالفة شرعية لم يرد الشرع بتقديرعقوبة خاصة بها، ورأى القاضي أنها من الخطورة بقدر بحيث تستحق العقوبة عليها، فإن له أن يعاقب هذا المتعدي بما يراه مناسبا لجرمه وذنبه. لقد كافحت السعودية الإرهاب في أربع سنوات وقضت عليه، وحين أقارن بين الإرهاب والتفحيط من غير المعقول أن تُكشف أوكار ويُلقى القبض على مئات الإرهابين، وتُحبط عشرات العمليات الإرهابية، وتُصادر آلاف الأسلحة، وعدة سيارات مفخخة ، ومازلنا نرزح تحت وطأة مجموعة من الجهلة من المفحطين. . في جميع دول العالم تكون هناك استراتجيات لمكافحة أي مشكلة ، وخطط محكمة ودراسات ومازلنا أمام هذه المشكلة (مكانك سر) ،وإدارة مرورنا الموقرة في سبات عميق، مع انعدام التنسيق مع القطاعات الأمنية الأخرى لمكافحة هذه الظاهرة، فعلى سبيل المثال حين تتصل بالدوريات الأمنية للتبليغ عن تفحيط يأتيك الرد سريعاً (اتصل على المرور)، وكأن التفحيط ليس مشكلة أمنية خطيرة ينبغي تكاتف جميع الجهود لمكافحتها، كما ينبغي لمرورنا الكريم وأقترح على اللواء عبدالرحمن المقبل أن يتم التنسيق مع مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية للقيام بحجب مقاطع التفحيط على موقع اليوتيوب بشكل مستمر، كما ينبغي التنسيق مع جميع القطاعات الأمنية المختلفة في وزارة الداخلية، والحرس الوطني، ووزارة الدفاع، وهيئة الأمر بالمعروف كي تقوم بالقبض على المفحطين وإيقافهم بأي وسيلة ممكنة، وحتى بإطلاق النارعلى إطارات السيارة إن لزم الأمر، فكم من مآس وقصص وفواجع تملأ البيوت بسبب تقصيرنا في معالجة الأمر.