يشبه شارع محمد بن أبي علي في حي الخليج (المتفرع من طريق الملك عبدالله باتجاه الجنوب)، حلبة مصارعة بين المفحطين الذين يجذبون المتفرجين، ما يؤدي إلى توقف حركة السير، فيما يزعج صوت احتكاك الإطارات بالأسفلت أهالي الشارع ويخيفهم. صلاح العقيل من سكان الحي قال: «يتحاشى عدد كبير من أهالي الحي المرور بشارع محمد بن أبي علي، ويبحثون عن شوارع بديلة للوصول إلى منازلهم، لتخوفهم من المفحطين الذين يملأون المكان». وأضاف أن الشارع ذا المسارين يتحول إلى مسار واحد، بسبب ترك الشبان سياراتهم والتوجه إلى مشاهدة التفحيط، متسائلاً عن دور دوريات المرور في الحد مما يحدث. وأكد إمام مسجد العجلان عبدالله الفريدي، أن الشبان المفحطين لا يراعون أية قيمة إنسانية بعملهم هذا، لأنهم يسببون إزعاجاً للساكنين في المنازل القريبة من الشارع، وما يزيد الأمر خطراً تحلق مئات الشبان حول المفحطين. وقال: «أحياناً يتم إغلاق الشارع، وتعطل حركة السير فيه، ماذا لو كانت هناك حال طارئة، إذا لم يكن المفحطون خائفين على حياتهم، فعليهم الخوف على حياة الآخرين». من جهته، أكد مشرف سير مرور شرق الرياض المقدم محمد اللحيدان ل«الحياة»، أن دوريات المرور تتابع الشارع بشكل يومي، ووضعت خطة مع بداية العام الدراسي، كي تتواجد دوريات المرور في جميع الأوقات التي تكثر بها التجمعات، خصوصاً أن اعتدل الجو يساعد في تجمع المفحطين. وقال: «قمنا بحملة قبل يومين، وحجزنا أكثر من 25 سيارة في الموقع، وكانت المخالفات كثرة الدوران في الشارع»، مبيناً أن جميع الإحصاءات الموجودة تشير إلى أن أكثر من يقومون بهذا العمل هم من الأحداث. وأشار اللحيدان إلى أن «المرور السري» يكثف الرقابة على شوارع معينة، لأن الشبان سيعودن إليها في حال اطمأنوا إلى عدم وجود سيارات مرور فيها، وفي بعض الأحيان يتوجهون إلى شوارع جديدة، بعد أن يكتشفوا وجود الرقابة بشكل دائم. وذكر أنه تم حجز 85 سيارة في شرق الرياض في يوم واحد، وفي شارع محمد بن أبي علي حجزت 25 سيارة. وتطرق إلى أن السيارة توقف إذا كان سائقها يؤدي حركات الاستعراض أو التجمهر أو تعطيل الحركة، ويؤخذ عليه تعهد بعدم التكرار، وبعدها تحجز السيارة عشرة أيام، وإذا تكرار فعله يحول إلى إمارة الرياض. ويعاقب نظام المرور المقبوض عليهم بالتوقيف والعرض أمام لجنة خاصة، وحجز السيارة وفي حال تكرار الأمر من المفحط، تحجز السيارة شهراً، وفي الثالثة تصادر السيارة بعد حكم المحكمة. يذكر أن الإدارة العامة للتربية والتعليم في منطقة الرياض شكّلت لجنة قبل خمسة أشهر، لدرس ظاهرة التفحيط والتصدي لها في مختلف مدارس التعليم العام، بناء على توجيه من أمير منطقة الرياض بالإنابة الأمير سطام بن عبدالعزيز.