أثار صوت غريب صادر من “جبال منعا” في محافظة تنومة -شمال منطقة عسير-، الرعب بين أهالي القرى القريبة من الجبل، الذين أكدوا أن الصوت تكرر ويشبه صوت الحيوانات المفترسة، بالإضافة إلى وجود آثار أقدام في مواقع متعددة من الجبل، ما أثار مخاوفهم ودفعهم إلى إبلاغ الجهات المعنية. وقال مندوب الهيئة السعودية لحماية الحياة الفطرية أثناء وجوده في الموقع عبدالله سالم الخشرمي ل”الشرق ” إنه تم تلقي بلاغ من أهالي”منعا” يوم الخميس الماضي بهذا الخصوص، وقد تم تشخيص المكان الذي سُمع فيه الصوت وتسجيله، مؤكدا أن أهل منعا يسمعونه منذ شهر تقريبا في أماكن متنقلة، وقد تم إبلاغ رئيس الهيئة الأمير بندر بن محمد بن سعود آل سعود، والذي أولى هذا الموضوع اهتمامه ووجّه بالموافقة على تركيب 15 كاميرا لمراقبة الموقع أمس الأول، وقد يتم زيادتها حسب الحاجة، من أجل تتبع حركة هذا الحيوان المفترس كمرحلة أولية، كما سيكون هناك زيارة خلال الأيام القادمة لمدير مركز الأبحاث في الهيئة بمحافظة الطائف أحمد البوق، وأفاد الخشرمي أنه تم العثور على آثار أقدام، مرجحا أن تكون الآثار والصوت ل”النمر العربي” أكثر من كونها لحيوان”الضبع”.وأكد أن”النمر العربي” لا يمكث في مكان واحد لأكثر من أسبوع، حتى ينتقل لمناطق أخرى، فقد يكون هذا الحيوان يمر بفترة تزاوج أو ولادة، حيث إن الأهالي لم يسجلوا حالات فقدان للمواشي أو ماشابه. وبيّن أن المرحلة التي تلي ثبوت رؤيته وتحديد موقعه هي وضع الشباك والمصائد للقبض عليه، وتخديره حتى يتم الإمساك به. وأشار الخشرمي إلى أن فصيلة “النمر العربي”من الفصائل النادرة، وسبق أن تعرّض قطيع أغنام لدى أحد المواطنين في النماص للافتراس، ما حدا به إلى وضع فخ مستعينا بمادة سامة، بعدها عثر على جثتين لنمرين عربيين في موقع قريب من قطيع الأغنام. ونوّه أن المنطقة “الجنوبية” من أكثر المناطق التي يصدر منها بلاغات عن وجود”النمر العربي” على مستوى المملكة، وذلك نتيجة كثرة تنقلات هذا الحيوان على سلسلة جبال السروات. فيما قام رئيس مركز تنومة عبدالرحمن بن زيد الهزاني صباح أمس بزيارة لجبل منعا، للاطلاع على أعمال فرق الهيئة السعودية لحماية الحياة الفطرية، يرافقه مدير الدفاع المدني في تنومة الرائد علي سعد الشهري ومدير مخفر الشرطة النقيب محمد الأحمري وعضو لجنة الأهالي محمد حصان، ومندوبون من الهيئة. وأشار الهزاني أن الهيئة تبذل جهودا واضحة لرصد تحركات النمر العربي عبر عدد كبير من الكاميرات، مشيرا إلى تأكيد مندوب الهيئة على أن الأصوات الصادرة بالفعل ل”النمر العربي” لافتا إلى احتمال وجود لبؤة برفقته. من جهته، أكد المقدم عبدالله آل شعثان، أنه اضطر إلى جلب دوريات لتصريف المتجمهرين حرصاً على سلامتهم، وبيّن أنه سيتم تسيير دوريات بشكل مكثف، داعياً المواطنين إلى ضرورة الابتعاد عن منطقة عمل الفرق، والتعاون مع الجهات الأمنية في تسهيل مهامهم وتزويدهم بالمعلومات. فيما نفى مدير عام المركز الوطني لأبحاث الحياة الفطرية في محافظة الطائف أحمد البوق، أن تكون الكاميرات رصدت النمر العربي، مشيراً إلى أن الصوت يرجع لحيوان مفترس ويشتبه أن يكون لنمر عربي ولكن لايمكن تأكيد ذلك إلا من خلال الكاميرات. وكشف عن وجود دراسات بخصوص النمر العربي وعن أماكن وجوده، مشيراً إلى أنه تم وضع كاميرات على امتداد جبال الطائف مروراً بمنطقة عسير وحتى منطقة جازان لافتاً أن منطقة جبال منعا ضمن نطاق الدراسة. وذكر أن سلسلة جبال السروات الممتدة من الحدود الأردنية وحتى الحدود اليمنية بما فيها جبال الحجاز يكثر فيها وجود”النمر العربي” حيث إنه من الحيوانات النادرة والمهددة بالانقراض على المستوى الدولي. وبيّن البوق أن الأمر لايدعو للخوف والفزع، حيث إن هذا الحيوان موجود ضمن التركيب الإحيائي للمنطقة ويلعب دوراً في التوازن البيئي، مشيراً إلى أن نشاطه ليلي ويعتمد في تغذيته على الحيوانات البرية كالوعل والوبر والقرود والنيص فيما لايقوم بمهاجمة الأغنام والماشية إلا في حالة وجود صيد جائر للحيوانات البرية في المنطقة. إلى هنا، ذكر أحد أهالي جبل منعا وعضو لجنة أهالي تنومة المشرف التربوي محمد بن عبدالله حصان، أنه رصد “النمر العربي” قبل ثلاثة أسابيع بالقرب من منزله الذي يعد بعيداً عن منازل أهالي القرية، ويقول” كنت بداخل المنزل أستعد للنوم، فسمعت صوتا مخيفا خارج المنزل وقريبا جداً من البوابة، ففتحت النافذة لأعرف مصدر الصوت، فإذا بي أسمعه أصبح في الجبل المجاور للمنزل، فلم أتمكن من رؤيته، وما هي إلا لحظات حتى انتقل صوته إلى الطرف الآخر من الجبل، فمن الملاحظ أنه يتنقل بشكل سريع جدا”. الكاميرات التي تم تركيبها لرصد النمر (الشرق)