الحمد لله على نعمة الصحة التي أنعم الله بهاعلينا، عند مشاهدة دورة ذوي الاحتياجات الخاصة الأخيرة في لندن، يشفق الشخص على نفسه وليس على من شارك فيها، فالواحد منا عندما يصاب بوعكة صحية أبقته في منزله للراحة ليوم واحد فإنه يتذمّر ويكتئب ، فما بالك بالإنسان الذي كُتب عليه إعاقة مستديمة. فلقد صُنفت الإعاقات إلى أكثر من مائة وسبعين إعاقة تبدأ بالأطراف، شلل، فقدان البصر، وتصل إلى الإعاقة العقلية. فإذا استسلم الشخص لحالته سيصبح حياً ميتاً . ومن يتقبل حاله ويفكر في الحياة بإرادة قوية وتحدّ سينطلق ويجعل من إعاقته ميزة وسيشق طريقاً لحياة جديدة وطريقاً للشهرة بلا حدود، هؤلاء اختاروا الرياضة فحطَّموا الأرقام وحققوا المعجزات وحضر أكثر من ثمانين ألف شخص لمشاهدتهم في ملعب واحد بالإضافة إلى الميادين الأخرى إضافة إلى مئات الملايين قد شاهدوهم على شاشات التلفاز . الإنسان هذا الإنسان الطاغي المتغطرس الذي يتجبر ويستخدم عافيته في الأذى ولا يفكر إلا في نفسه، وينسى أن الله هو القادر على أن يغيّر من حال إلى حال، يمهل ولا يهمل، إن العمى ليس عمى البصر فقط بل هناك عمى القلوب، والإعاقة ليست بفقدان عضو من أعضاء الجسد فحسب هناك الإعاقة الذهنية. هؤلاء الأبطال قد تجاوزوا تلك الإعاقات واستخدموا واستمتعوا بالنعم التي أنعم بها الله عليهم، فخططوا لحياتهم الرياضية وهي أحد السبل، لقد بيع أكثر من 2.5 مليون تذكرة لحضور البطولة وتنافست أكثر من 163 بلدا ، تنافسوا على 171 لعبة شارك فيها أربعة آلاف رياضي ، حصدوا الميداليات والشهرة. فنقل لهم لقد أحسنتم وشكراً لإعطائنا هذا الدرس و أيقظتم أرواحنا وعلينا مراجعة أنفسنا، وإن الحياة كفاح وجد وعمل وصبر. وختاماً نحمد الله على النعم التي أنعم بها علينا .