فئة غالية، تشاركنا تفاصيل حياتنا اليومية، تحدوا كل الصعوبات تطلعوا للقمة لهم قدراتهم وإمكانياتهم، حققوا طموحاتهم بقوة إرادتهم، يبنون بعيدا عن أضواء الشهرة، سماحة الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله من أبرز الشخصيات التي يشار إليها في هذا الأمر، فلم يمنعه أنه كفيف البصر عن أن يكون واحدا من أبرز علماء المسلمين في العصر الحديث. وذاك طه حسين الفتى الكفيف القادم من صعيد مصر ليشق الصفوف كأحد أبرز الأدباء في عصره. ولا ننسى الإمام الترمذي الحافظ المتحدث، فقد كان أعمى البصر منير البصيرة ويملك من الموهبة والأخلاق ما جعله من كبار العلماء في علم الحديث. ستيفن هاو كنغ العالم البريطاني الحائز على أعلى منصب أكاديمي في مجال الرياضيات، وهذا العالم مقعد على كرسي متحرك وقد تزوج وأنجب أطفالا وله العديد من الكتب. ديموستين خطيب أثينا الذي استطاع أن يتغلب على تلعثمه. أعجوبة المعوقين هيلين كير مؤلفة عمياء وصماء وبكماء، وهي القائلة إن العمى ليس بشيء، وأن الصمم ليس بشيء، فكلنا في حقيقة الأمر عمي وصم عن الجلائل الخالدة في هذا الكون العظيم. إن هذه الشخصيات وغيرها ممن أصيب أصحابها بإعاقات وضعت بصمة واضحة في مسيرة الفكر والحضارة، بل وفاقت في كثير من الأحيان الأصحاء، مؤكدة أن الإعاقة لا تشكل حاجزا فعليا أمام العقل والفكر والهمم العالية فهم العظماء في الحقيقة لأنهم تخطوا جميع الحواجز والمواقع والعقبات. ومضة: الإعاقة الحقيقية هي إعاقة الروح وموت الطموح والأمل في النفوس. جميلة الكاسي