أظهرت حكومتا السودان وجنوب السودان جديتهما لتنفيذ اتفاق التعاون المشترك الموقع بينهما، ففي الوقت الذي دعا فيه البرلمان السوداني كافة القوى السياسية ومنظمات المجتمع المدني للاضطلاع بدورها في الحفاظ على الاتفاقيات الموقعة مع دولة جنوب السودان لما يترتب عليها من استقرار للمواطن السوداني، أكدت حكومة الجنوب تنفيذ الاتفاق فور إجازته من برلمانها ، وحصلت “الشرق” على معلومات غير مؤكدة تشير إلى زيارة مرتقبة للرئيس السوداني عمر البشير إلى دولة الجنوب لإظهار حسن النيات وتقريب شقة الخلاف بين البلدين. وشن رئيس وفد الحكومة المفاوض مع الجنوب إدريس محمد عبدالقادر هجوماً لاذعا على رافضي اتفاق الحريات الأربع مع الجنوب وقال”نحن مع حريات (40) مع الجنوب وليس الحريات الأربع فقط”، واتهم جهات لم يسمها بالسعي لإجهاض الاتفاق عبر إرسال رسائل للأئمة لاستغلال خطبة الجمعة للتعبئة ضد الاتفاق، فيما توقع جني السودان لسبعة مليارات دولار من رسوم عبور ورسوم نقل نفط الجنوب عبر أنابيبه. من جانبها أوضحت نائبة رئيس البرلمان سامية أحمد محمد، أن الاتفاقيات تقوم على مصلحة المجتمع السوداني لأنها قائمة على التعاون الاقتصادي وتبادل المصالح التجارية، كما شددت سامية على دور القوى السياسية ومنظمات المجتمع المدني في الحفاظ على هذا الاتفاق الذي يدعم استقرار المواطن السوداني. من جانبه قال كبير مفاوضي جنوب السودان باقان أموم، إن بلاده ستشرع في تنفيذ جميع الاتفاقيات الموقعة مع الخرطوم حال إجازتها من قبل برلمان الجنوب. وكشف أموم في تصريحات صحفية عن جلوس وفدي التفاوض في الدولتين لمناقشة المناطق المختلف عليها حدوديا بين البلدين، مشيداً بالروح الإيجابية التي سادت مفاوضات أديس أبابا التي توجت بتوقيع اتفاقية التعاون المشترك. وفي سياق موازٍ رحبت قوى سياسية سودانية باتفاق التعاون المشترك الموقع بين السودان ودولة جنوب السودان في العاصمة الإثيوبية أديس أبابا، وطالبت بضرورة أن يعمل البلدان على معالجة القضايا العالقة بينهما ليتحقق السلام الدائم الذي سينعكس على الاستقرار السياسي والأمني في البلدين.