حسمت القمة الماراثونية بين الرئيس السوداني عمر البشير ورئيس دولة الجنوب سلفاكير ميارديت، خلال اجتماعهما السادس الذي استمر حتى صباح أمس، الخلاف حول منطقة (14 ميلا) وقضية شركة “سودابت”. وسيوقع الطرفان على بروتوكول للتعاون بين البلدين يتضمن ثمانية اتفاقات فيما تم إرجاء قضية بلدة أبيي المتنازع حولها بين البلدين وبعض القضايا الخلافية إلى جولة قادمة تُحدَّد لاحقاً، وعلمت “الشرق” أن بروتوكول التعاون حُذِفَت منه كلمة “الشامل” مراعاة لأبناء بلدة أبيي. وقالت مصادر رفيعة ل “الشرق” إن مفوضية الاستفتاء على تبعية منطقة أبيي وقفت عقبة أمام التوقيع على اتفاق بين الطرفين بشأنها ،لاعتراض الحكومة وموافقة دولة الجنوب على مقترح الوساطة بأن تكون عضوية المفوضية من خمسة أشخاص، بينهم اثنان من قبيلة المسيرية ومثلهما من دينكا نقوك على أن يكون رئيس المفوضية من الاتحاد الإفريقي وأن يجري الاستفتاء في أكتوبر من العام المقبل. ورفضت حكومة الخرطوم رئاسة الاتحاد الإفريقي للمفوضية وطالبت الوساطة بالعودة لبروتوكول أبيي، كما رفضت إجراء الاستفتاء في أكتوبر باعتباره توقيتا مفخخا لأن المسيرية لن يكونوا موجودين في أبيي وقت الاستفتاء، واقترحت أن يكون الاستفتاء من نوفمبر إلى يناير. كما تمسكت الحكومة أن يتم الاتفاق بين الطرفين على هياكل مفوضية الاستفتاء قبل النقاش على موعد إجرائه. وأوضحت مصادر أن القانون المنظم للاستفتاء نفسه يمثل عقبة، حيث طرحت حكومة الجنوب مقترحاً يقضى بأن تكون لجنة وضع وصياغة القانون مشتركة ما بين الدولتين، فيما تمسك الجانب الحكومي بأن ينظم القانون السوداني عملية الاستفتاء باعتبار أن أبيي تتبع للسودان. وتشمل الاتفاقات الثمانية التي تم التوافق عليها الترتيبات الأمنية، وترسيم الحدود، والشؤون الاقتصادية، والنفط، والتجارة، والحريات الأربع (التنقل والتملك والعمل والإقامة).