أنهى الرئيسان السوداني عمر البشير والجنوبي سلفاكير ميارديت اجتماعات ماراثونية دون التمكن من التوصل إلى اتفاق شامل حول القضايا العالقة بعد أن أطاحت بلدة أبيي المتنازع عليها بآمال الاتفاق النهائي، لكن البلدين سيوقعان بروتكولا للتعاون يتضمن 8 اتفاقيات لفك الارتباط بين الدولتين، فيما أرجئت قضية أبيي وبعض القضايا الخلافية إلى جولة قادمة تحدد لاحقاً. وتعذر التفاهم بين البشير وسلفاكير حول أصحاب الحق في التصويت عند إجراء الاستفتاء على تبعية أبيي. وبينما أعلن الرئيس الجنوبي تقديم بلاده تنازلات مؤلمة أملا في إنهاء الخلافات مع السودان، تمسك الرئيس السوداني برفض مقترح الوساطة الأفريقية لحل النزاع. وطالبت قيادات منتسبة إلى بلدة أبيي في وفد جنوب السودان أبرزهم دينق ألور، بنقل الأزمة إلى مجلس الأمن الدولي. وشهدت الساعات الأخيرة من المحادثات بين البشير وسلفاكير قبل اتفاقهما في حضور الوسيط الأفريقي رئيس جنوب أفريقا السابق ثابو مبيكي ومساعديه رئيسي نيجيريا السابق عبدالسلام أبوبكر وبورندي السابق بيير بويويا، تجاذبات ولغة خشنة، عندما غضب البشير من رفض سلفاكير سحب قواته من منطقة الميل 14 وتمسكه ب 10 كيلومترات فقط، فرد عليه: "تخلينا لكم عن الجنوب كله وأنتم ترفضون الانسحاب من (بضعة) كيلومترات". ونجحت اجتماعات القمة فى تجاوز العقبة الرئيسية في اتفاق الترتيبات الأمنية المتصلة بالمنطقة العازلة بينهما، بجعل منطقة 14 ميل، وعمقها نحو 23 كيلومتراً منطقة عازلة، بخلاف الشريط العازل في بقية الحدود الذي يبلغ عمقه 10 كيلومترات على جانبي حدود الدولتين. وبحسب الاتفاق سينسحب الجيش الجنوبي من ست مناطق يسيطر عليها وينسحب الجيش السوداني خارج المنطقة. وعن ترسيم الحدود، اتفق الطرفان على ترسيم حدودهما المتفق عليها (80 في المئة) بوضع أعمدة خرسانية لتحديدها، وأقرا مرجعية يستند عليها فريق من خبراء الاتحاد الأفريقي لمساعدة الجانبين في تسوية الخلاف على خمس مناطق متنازع عليها هي حفرة النحاس، الميل 14، كاكا التجارية، المقينص وجودة. وتمثّل هذه المناطق 20 في المئة من الحدود التي تمتد أكثر من ألفي كيلومتر، وستكون آخر خطوة لمعالجة النزاع إحالته على التحكيم الدولي.