الفريق الأول/ حمد بن محمد العوهلي – قائد الحرس الملكي لقد سجل التاريخ مولد المملكة العربية السعودية، ففي مثل هذا اليوم الأول من الميزان الموافق 23 سبتمبر أعلن الملك المؤسس عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود -طيب الله ثراه- توحيد أجزاء الدولة السعودية تحت اسم المملكة العربية السعودية بعد ملحمة بطولية قادها المؤسس مع رجاله المخلصين مشرقة بشمسِ عهدٍ جديد لدولة فتية تحكم بشرع الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم على أسس من التحديث والتطوير المعاصر. كما عمل «رحمه الله» على تحسين وضع المملكة الاجتماعي والاقتصادي، واهتم بالتعليم وأمر بفتح المدارس والمعاهد وإرسال البعثات إلى الخارج واهتم بالدعوة الإسلامية، وأمر بخدمة الحجاج والمعتمرين وتوفير المياه والخدمات الطبية، وكان هاجسه رفعة المواطن وأمنه.واهتم بإقامة العلاقات الدبلوماسية الخارجية، وكان الملك المؤسس أول حاكم يدعو إلى التضامن الإسلامي، وهدفه وحدة كلمة المسلمين كما قال رحمه الله، «إن أحب الأمور إلينا أن يجمع الله كلمة المسلمين فيؤلف بين قلوبهم، ثم بعد ذلك أن يجمع كلمة العرب فيوحد غاياتهم ومقاصدهم ليسيروا في طريق واحد يوردهم موارد الخير». إنه القائد المؤسس الذي أسس هذه الدولة الحديثة فبدّل خوفها أمناً، وجهلها علماً، وفقرها رخاءً وازدهاراً. لم يكن مشوار النماء سهلاً، فأتى من بعده أبناؤه البررة لينهجوا منهجه، وواصلوا المسيرة وكانت عزيمتهم تقود مسيرة شعب انهمك في البناء يشّيد اقتصاداً امتد هيكله لجميع القطاعات، وخلقت منظومة متكاملة تُجسد ملحمة تنموية سابقت الزمن، ورسمت معالم حضارية جمعت أصالة الماضي وزهو الحاضر.حتى أتى عهد الملك عبدالله بن عبدالعزيز قائد الإنجاز والنماء وإلى جانبه ولي عهده الأمين نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع الأمير سلمان بن عبدالعزيز.ففي عهد خادم الحرمين الشريفين امتدت كثير من المنجزات التنموية العملاقة في مختلف القطاعات الاقتصادية والتعليمية والصحية والاجتماعية والصناعة والكهرباء والمياه والزراعة، تميزت بالشمولية والتكامل في بناء الوطن وتنميته، ما يضعها في مقدمة دول العالم. ولاهتمامه حفظه الله بصحة المواطن؛ تم اعتماد ميزانيات ضخمة للصحة لتنفيذ وتوسعة عدد من المستشفيات وتعزيز الرعاية الصحية لأمراض الأورام والقلب، ولما للابتعاث من دور كبير لمستقبل الأمة ونهضتها فقد ضاعف أعداد المبتعثين لينهلوا من العلوم الحديثة، ولاتساع رقعة المملكة العربية السعودية حرص على تطوير المواصلات والطرق وإقامة مشروعات السكك الحديدية والقطارات، وفي مقدمة اهتماماته رفاهية المواطن، فرفع قرض صندوق التنمية العقارية ووجه بتوفير المساكن. ولما للحرمين الشريفين من مكانة كبيرة في قلبه فقد أعلن عن توسعة شاملة تغطي جميع احتياجات الحجاج والمعتمرين وتحقق لهم اليسر والرفاهية.وقد اتسم عهد خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز بسمات حضارية رائدة جسّدت ما اتصف به من صفات متميزة أبرزها تفانيه في خدمة وطنه ومواطنيه وأمته الإسلامية والمجتمع الإنساني بأجمعه في كل شأن وفي كل بقعة داخل الوطن وخارجه.وتتويجاً للجهود التي يبذلها خادم الحرمين الشريفين لتعزيز التواصل والحوار بين الحضارات والثقافات والتوافق في المفاهيم تم إطلاق جائزة عالمية للترجمة باسم خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز إيمانا بأن النهضة العلمية والفكرية والحضارية إنما تقوم على حركة الترجمة المتبادلة بين اللغات كونها ناقلاً أمينا لعلوم وخبرات وتجارب الأمم والشعوب والارتقاء بالوعي الثقافي وترسيخ الروابط العلمية بين المجتمعات الإنسانية.وتم إنشاء جائزة الملك عبدالله بن عبدالعزيز العالمية للحوار الحضاري ومنحها للشخصيات والهيئات العالمية التي تساهم في تطوير الحوار وتحقيق أهدافه.ومن نعم الله سبحانه وتعالى على الأمم والشعوب أن يرزقها ألفة ومحبة ومودة بين شعوبها وقادتها، وهذه النعمة هي أهم العوامل التي تؤدي إلى استقرار وأمن ونمو هذه الدول، وهي متجلية بين قيادتنا وشعبنا.والسياسة الخارجية للمملكة العربية السعودية تُعبر بصدق ووضوح مقرونة بالشفافية عن نهج ثابت ملتزم تجاه قضايا الأمة العربية والإسلامية وشؤونها. ولما للقضية الفلسطينية والقدس من أهمية بالغة عند خادم الحرمين الشريفين فقد تصدرت اهتماماته ويظهر جلياً في جميع كلماته وأفعاله.ولما يمر به أشقاؤنا في سوريا من محنة وألم، فقد أمر بالبدء بحملة وطنية لجمع التبرعات لنصرة أشقائنا في سوريا.ونظرا للأحداث المحيطة بالأمة الإسلامية فقد دعى خادم الحرمين الشريفين إلى عقد اجتماع استثنائي لمؤتمر التضامن الإسلامي في مكةالمكرمة في أواخر شهر رمضان الماضي حرصاً منه على خدمه الإسلام والمسلمين ووحدتهم في هذا الوقت الدقيق الذي تتعرض فيه الأمة الإسلامية للمخاطر.وتأتي هذه الذكرى الغالية علينا لنسترجع ملامحها البطولية وأن نتعامل معها بمزيد من الجد والاجتهاد والعمل الدائم جنباً إلى جنب مع قيادتنا حتى نواصل العطاء والبناء وتعميق معنى الانتماء لهذا الوطن والتعاون الدائم على البر والتقوى.وختاماً أدعو الله أن يطيل في عمر سيدي خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز وولي عهده الأمين الأمير سلمان بن عبدالعزيز، وأن يحفظ بلادنا من كل سوء ومكروه إنه سميع مجيب.