سعود الفوزان استغرب من البعض الذين يهاجمون سكان الريف في بعض تغريداتهم لكن أجزم أنهم يتجاهلون تاريخهم، وتناسوا أن البدوي الذي يجاهد في الصحراء هو أحد أركان هذا البلد ولا أعرف هل ألوم التكنولوجيا التي غيرت أطباعنا أم أننا نتعمد هذا مع العلم أن البادية ما زالت في عروقنا والصحراء جزء لا يتجزء من تراثنا ونعتبرها ماضينا المجيد الذي تربينا عليه، إذا سألتني عن البادية سوف تجدني أفتخر إلى اليوم أنني كنت راعيا بدويا مع أغنامي عندما كنت طفلا وهذا لم يعبني بل أعطاني دفعة قوية إلى الأمام والصبر ما زال صديقي وحليفي حتى الساعة. هل ينقص بعض المغردين أن البدوي أخذ من الصحراء صفاتها الحميدة كإيواء وإكرام الضيف؟ أم أننا لا نعرفه حق المعرفة؟ صحيح أن هناك أناسا ينتمون إلى البادية غير جديرين بأن يكونوا كذلك لكنهم أخذوا من الصحراء قسوتها وغدرها، لذا قبل أن نصدر أحكامنا على أبناء البادية علينا معرفتها أولا وليس من قال أنا بدوي هو كذلك، إذا رجعنا إلى جذور من ولد وبيده ملعقة ذهب والذين أصبح همهم الوحيد هو التطاول على البدوي في تويتر وغيره لوجدناه ينتمي إلى البادية أصلا وفصلا وليس بتغريدة يستطيع إنكار الأصل والمنشأ. تاريخ مملكتنا الحبيبة معروف لدى الجميع ولا يوجد طبقات متناقضة أو متفاوتة فإما أن تكون حضريا تسكن المدن والقرى أو أن تكون بدويا متنقلا مع قطعانك في الصحراء لكن الأجمل من هذا وذاك أن الاثنين مكملان لبعض منذ قرون سواء اقتصاديا أو ثقافيا وحتى عسكريا، بمعنى، اقتصاديا هناك تبادل تجاري بينهم، ثقافيا تناقل الأمور الدينية والأشعار وكذلك قصص السابقين، أما عسكريا فكانت تحالفات غير مكتوبة ويكتفون بالكلمة فقط وبالتالي عندما تتعرض المدينة أو القرية لهجوم خارجي يهب أبناء البادية بأسلحتهم للدفاع عنها جنبا إلى جنب مع أبناء المدينة والعكس صحيح، إذا من يهاجم أبناء البادية في مواقع التواصل الاجتماعي ينطبق عليه صفة الغدر لأنه نقض عهد أجداده ولم يحافظ عليه وذلك بالتعدي بكلمات لا تليق بالعربي الأصيل صاحب الشيم الذي يحترم تعهداته . لقد شاهدنا أولمبياد لندن وكيف كانوا يفتخرون بالريف البريطاني وبالتالي لم يعرضوا علينا الجاغوار أو الترنيدو بل فضلوا تاريخهم أما نحن فقد أخذتنا الحداثة على حين غرة وسرعان ما أنكرنا تاريخا من ركوب الجمال ورعي الغنم في لهيب الصحراء ومن جعل لهذا البلد كيانا يتربع به في مقدمة الأمم، لكن في حال فعلنا ذلك فنحن لا نستحق الحداثة التي نهاجم بها أبناء جلدتنا وتاريخنا.