كتاب: (البادية النجدية) من كتب التراث النادرة التي تتعلق بالبادية وتتحدث عن عاداتهم وتقاليدهم خاصة عادات العرب التي اقرها الإسلام وبقيت متأصلة ومطبقة لدنهم الى اليوم مثل: الكرم والنخوة والشهامة وغيرها من اخلاق العرب، والمواضيع المتعلقة بحياتهم وعاداتهم، وهو للمؤلف محمد ابو حمرا.. وقد احتوى الكتاب بين دفتيه بطريقة جميلة عدداً من اعلام البادية امثال: (حجرف الذويبي الحربي، راكان بن حثلين العجمي، تركي بن حميد العتيبي، محمد بن هادي بن قرملة القحطاني، فيصل بن وطبان الدويش المطيري، مقبل بن هريس الشلوي. كما تضمن الكتاب في البداية على مقدمة بقلم المؤلف محمد ابو حمرا نقتطف منها قوله:(كنت قد قرأت كتباً كثيرة تتعلق بالبادية، ويتحدث مؤلفوها عن العادات والتقاليد وغيرها مما يتعلق بحياة البادية، الا انهم كانوا يأخذون نماذجهم من غير البادية وسط الجزيرة العربية، او بالدقة بادية نجد، تلك الكتب وغيرها اوحت لي بأن اكتب عن البادية وسط الجزيرة العربية بالذات، لأنها هي البادية التي هي اكثر اتصالاً وتجذراً بالقبائل العربية الأولى في الجزيرة العربية). وقد جاء الكتاب في حوالي (175) صفحة من الحجم المتوسط وبطباعة واضحة، وقسمه المؤلف الى مواضيع متنوعة كل موضوع منفصل عن الآخر وهي: الإنسان والحياة، البادية وسط الجزيرة، الشخصية البدوية، البادية والأرض، السكن البدوي، البادية والإبل، البادية والخيل، البادية، والغذاء، البادية والترفيه، البادية والمناسبات، القضاء عند البادية، من عادات وتقاليد البادية، الزواج عند البادية، اشجار البادية ونباتاتها وحيواناتها، الأسرة البدوية، والبناء الاجتماعي، من امثال وحكم البادية، من اعلام البادية. وكتب المؤلف في خاتمة الكتاب انه يتحدث في عن حياة البادية قبل مجيء الملك عبدالعزيز آل سعود لتكوين وطن متحضر، وهذا الوطن اليوم هو مفخرة لسكانه جميعاً، فقد قام الملك عبدالعزيز - رحمه الله - ببناء الإنسان حضارياً حتى اصبح على ماهو عليه الآن، والبادية النجدية جزء مهم وكبير من منظومة سكان هذا الوطن، وحياتهم قبل التوحيد للوطن كانت حياة حروب وشقاق بينهم. وأخيراً اختم هذا العرض باختيار احد مواضيع الكتاب بعنوان (الشخصية البدوية) والتي تحدث عنها المؤلف بقوله:(خلق الله خلقه وفرق بينهم في الخلق والخلق، وفرق بين الجماعات والأفراد في السلوك والتصرف، كل حسب محيطه وحاجته لذلك المنحى من التصرف، ومثلما تجمع العائلة افرادها، وتجمع بينهم صلة رحم، فإن المجتمع البدوي يزيد هذه الركيزة اقوى وأكبر وهي القبيلة، بيد ان الفرد في القبيلة له حرية اكثر، وأفق اوسع منه عند الحاضرة، لأن الرقيب لديه ضعيف في الصحراء، لذلك فهو سريع التقلب والاندفاع وهذا التقلب يكبحه ما رغبه قومه على رغبته هو رغماً من شدة رغبته شخصياً، اي ان البدوي يعيش الشعور الاجتماعي اكثر من الفردي، بالرغم من حريته الشخصية التي يتنازل عنها والتي يرغبها عقله وشعوره الفردي اي ان طابع البدوي طابع اجتماعي اكثر منه فردي منفصل، ولعل اهم ما يوجه سلوك البدوي هو مسألة العيب، لذلك يحاول ان لا يوصف بأنه ارتكب عملاً معيباً).