الدمام – ناصر بن حسين يا حبّي للجهراء رغم قِصر مدّة عيشي فيها كتبت المرأة «معشوقة» لأنها تشكل نصفيْ الحياة هل بقي للقنوات الشعبيّة «جو» عشان ياكله تويتر؟ كنت واقعياً عند الخياليين وخيالياً عند الواقعيين أكّد الشاعر سليمان المانع أنه يؤمن في«حرّية» الشعر الحقيقي، إضافة إلى إمكانية كتابته في مفردة واحدة، نافياً وجود مدارس له، على حدّ قوله، ورجح أن سبب ضعف المهرجانات هو تكرارها، وعدم خدمتها إعلانياً وإعلامياً، بالإضافة إلى طغيان الجانب التجاري، وحسابات الأرباح المادية قبل أي شيء. جاء ذلك بعد إحيائه أمسية في محافظة القريّات، وصف جمهورها بالمتذوّق للشعر. إلى ذلك وعد المانع بظهورٍ مغاير من خلال تقديمه برنامجاً شعرياً سماه «وسام المملكة». «الشرق» التقت المانع، وكان هذا الحوار: * سليمان المانع، هل أوصلت ما تريده، أم مازالت هنالك رسائل على رفوف البال؟ لم أستطع كتابة ما أريد بالضبط، ودائماً ما أكتب حول ما أريد، وأنا لم أتجاوز (هوّز الشعر وأبجده)، ومع ذلك ذكرتني في بيت شعر لي يقول: وجهك متى يقرى عيوني متىْ ألقاه *** ياكثر ماله في عيوني رسايل. * بين الجيل القديم والجيل الحالي، ماذا تغير، ولماذا تغير؟ تغيّر كثير وكثير، والتغيّر شيء طبيعي، في عشرين سنة تغيّر كل شيء في خارطة المبادئ والمواقف والسياسة والاقتصاد والأدب والفن. * ما الذي أجبر سليمان المانع على الهروب (بشعره)؟ إذا كنت تقصد الهروب بشعري «بكسر الشين»، فهو الذي أجبرني على ذلك! * كيف ترى الذين يغيرون قناعاتهم في الكتابة، ومتى غيرت قناعاتك؟ ليس هناك شيء مفسد سوى المفسدات، ماذا لو اكتشف أحدٌ ما خطأ في قناعاته، هل من المعيب التراجع عنها، أو تغييرها؟ أنا أراها شجاعة وشفافية في السلوك قبل الكتابة. * الجهراء، زمان من الطيش والغربة، أخبرنا عنها. (يا حبي لها) رغم قِصر عمر الزمن الذي عشته فيها، إلا أنه كان مؤثراً وثرياً، هي والكويت عامة، وكل ما فيها اجتماعياً وشعرياً جميل ونبيل. * هُنالك من يقول بأن سليمان اختلف، أو اختلفت كتابته بعد أمسية الجنادرية، هل هذا صحيح؟ أتمنى دائماً أن أختلف حتى عن نفسي، وأتمنى أن يكون هذا الاختلاف للأجمل، وهذا ما يحكم به النقاد الناس والناس النقاد. * هل تؤمن بوجود الشعر الحُرّ، وإلى أي مدى؟ كثيراً ما أؤمن بالشعر، حرّاً أو مقيداً، وأؤمن بأن الشعر الحقيقي هو حرّ، إضافة إلى إيماني بإمكانية وجود الشعر في مفردة واحدة. * المرأة حضرت في قصائدك «معشوقة»، أليس لها حق أكبر من ذلك؟ وهل هناك حضور أجمل من حضورها معشوقة، وأنا العاشق الذي يرى فيها نصفيْ الحياة، وهو شاهد حياة فقط! * مُعظم الأسماء الشعرية أصبح يطلق عليها (تجارب)، هل هذا يعني اقترابها من الاعتزال؟ لا، أبداً، يمكن كرسنة هذه المفردة بصورة واحدة من خلال إعلامنا، أما في الواقع، فالحياة كلها تجارب، من الحبو حتى الركض. * شاركت مؤخراً في أمسية القريات، هل أحسست بأنه مازال هنالك جمهور شعر؟ طبعاً، وأرفع عقالي تحية للقريات وأهلها، كرماً وذوقاً ومحبة. * تويتر (أكل الجو) على المجلات والقنوات الشعبية والمنتديات الأدبية، أين سليمان المانع منه؟ ليش هي بقى عندها جو عشان ياكله؟ أنا الحقيقة مقصر في هذا الجانب، لكن المحبين ليسوا مقصرين في تويتر والفيسبوك، يديرون الحسابات والمواقع بمحبة، وبالنيابة عني، وهم مني. * ماذا تصنف نفسك من بين المدارس الشعرية؟ أنا لا أؤمن بمدارس للشعر، وبالشعر، وأعتقد أنني كنت واقعياً عند الخياليين، وخيالياً عند الواقعيين، ولا أعرف هل هذا عيب، أم حسنة. * لو كنت مسؤولاً عن الساحة الشعرية، ماذا ستُلغي وماذا ستُضيف؟ سألغيها كلها، وسأضيف في الإلغاء معها (الساحة الفنية) «لا هانت». * المهرجانات الصيفية، ما الذي أفقدها بريقها؟ تكرارها، وعدم خدمتها إعلانياً وإعلامياً، وطغيان الجانب التجاري، وحسابات الأرباح المادية قبل أي شيء. * بدر بن عبدالمحسن، وفهد عافت، ومساعد الرشيدي، ما الذي يجمعك بهم؟ الأمير بدر سابقنا جميعاً، وهو سراج المراحل، يجمعهم «الشعر» بالتأكيد، ويجمعني بهم الشعر والمحبة والزمالة والتقدير. أما شعرياً، فلكل منّا خصوصيته المشهودة. * كلمة تقدمها لمن يقرأ سليمان المانع؟ تحياتي ومحبتي لك أيها القارئ العزيز، وخذ كل ما قرأت بحب، وشكري لك أخي ناصر، ولجريدة «الشرق»، وتحية خاصة لأستاذي وصديقي قينان الغامدي. * هل من جديد؟ الجديد سيكون برنامجاً شعرياً شاملاً خاصاً بالمملكة بعنوان «وسام المملكة»، لكن لدينا مشكلة في الداعمين.