افتتح مساء الأربعاء، مهرجان البندقية السينمائي الدولي بعرض فيلم “الأصولي المتردد” للمخرجة الهندية ميرا ناير المأخوذ عن قصة بنفس العنوان للكاتب الباكستاني محسن حميد. والفيلم يحكي قصة شاب لامع يعمل في وول ستريت حي المال والبورصة في نيويورك ثم يصبح موضع اشتباه بخصوص أنشطة إرهابية وتلاحقه المخابرات الأمريكية. مخرجة الفيلم ميرا تاير تعيش في نيويورك، حيث رأت النظرة إليها وإلى الآسيويين عموماً تتغير في أعقاب هجمات 11 سبتمبر التي نفذها متشددون إسلاميون. وحضرت ناير مع أفراد مجموعة العمل في الفيلم مؤتمراً صحفياً صباح الأربعاء في مقر مهرجان البندقية قبل حضور حفل الافتتاح في المساء. وعبرت ناير في حديثها للصحفيين عن أملها أن يشجع (الأصولي المتردد) على مزيد من التواصل بين الولاياتالمتحدة والعالم الإسلامي . وقالت المخرجة في المؤتمر الصحفي “كلنا نعلم أن شقاقاً كبيراً حدث.. جدار بين الشرق والغرب في العقد الماضي. سعيت إلى حوار بين أمريكا والعالم الإسلامي في (الأصولي المتردد) لمحاولة بناء الجسور وتضميد الجراح والتواصل الذي يتجاوز القوالب النمطية ويتجاوز النظرة القصيرة والجهل. شعرت أن أمامي فرصة فريدة لأفعل ذلك لأنني عشت في الغرب وفي أمريكا وفي نيويورك أكثر مما عشت في شبه القارة الهندية لكني أنتمي إلى الاثنين بالتساوي”. و”الأصولي المتردد” قصة تشانجيز الشاب الباكستاني الذي ينتظره مستقبل مرموق في عالم المال في وول ستريت إلى أن تقلب أحداث 11 سبتمبر أيلول عام 2001 حياته رأسا على عقب. يصبح الشاب موضع اشتباه وتلاحقه نظرات الريبة أينما ذهب فيسافر إلى باكستان ليعمل بالتدريس في لاهور حيث تفاتحه خلية إسلامية متشددة في الانضمام إلى أنشطتها العنيفة ضد المصالح الغربية. ويظل المشاهد يتساءل طوال الفيلم عن الطريق الذي سيختاره تشانجيز الذي يؤدي دوره الممثل البريطاني ريز أحمد. وقال أحمد الذي ينحدر من أصل باكستاني للصحفيين في البندقية إنه وجد بعض التشابه بينه وبين شخصية تشانجيز. وقال الممثل الصاعد للصحفيين “استطيع بالتأكيد أن أجد نفسي فيه لأنني بريطاني باكستاني.. من الناحية الثقافية ولأنني درست في جامعة كنت فيها مختلفا عن معظم الآخرين من ناحية الخلفية الاجتماعية. لذلك أعتقد أني أستطيع أن أجد نفسي فيه وأتمنى أن يعثر الجميع على روابط بينهم وبينه.. الشعور الذي وصفه محسن (حميد) بأننا إلى حد ما مصنفون ببطاقات معلقة في رقابنا، وليس هذا أمرا نختاره، بل نولد به”. وتشارك في الفيلم الممثلة كيت هدسون التي حضرت حفل افتتاح مهرجان البندقية بصحبة خطيبها ماثيو بيلامي عضو فريق ميوز الموسيقي. ويأمل المسؤولون عن مهرجان البندقية أقدم المهرجانات السينمائية في العالم أن يكون فيلم (الأصولي المتردد) بداية مناسبة لأحد عشر يوماً من البريق خلال الدورة التاسعة والستين. ولا يشارك الفيلم في المسابقة الرسمية للمهرجان. وكانت المخرجة ميرا ناير فازت بجائزة الأسد الذهبي لأفضل فيلم من مهرجان البندقية عام 2001. البندقية | رويترز