يفتتح مهرجان البندقية السينمائي الدولي دورته ال69 هذا العام في 29 أغسطس الحالي بمشاركة 17 فيلما، ويختتم فعالياته في 8 سبتمبر المقبل. ومن بين الأفلام التي تتنافس على الجائرة الأولى في المهرجان، "الأسد الذهبي"، والفيلم الألماني-الفرنسي "باسيون" للمخرج الأمريكي بريان دي بالما، والفيلم النمساوي-الفرنسي-الألماني "الجنة: الإيمان" للمخرج النمساوي أولريش زايدل. هذا وقد أعلنت إدارة المهرجان في العاصمة الإيطالية روما أنه سيتم الإعلان عن فيلم آخر في المنافسة في وقت لاحق ليصبح إجمالي عدد الأفلام المشاركة في المسابقة الرسمية 18 فيلما. كما يعرض فيلم "الأصولي رغما عنه" للمخرجة الهندية ميرا نير، وهو مقتبس عن رواية للكاتب "محسن حميد" ويروي قصة باكستاني شاب تخرّج في جامعة هارفرد وعمل كمستشار مالي في وول ستريت، وانقسم بين حلمه الأمريكي وجذوره الباكستانية، وتم تصوير الفيلم في أتلانتا وإسطنبول ولاهور ونيودلهي ونيويورك، وقد وضع موسيقاه الأصلية بيتر جابرييل. ويشارك أيضًا فيلم "ياما" للمخرجة الجزائرية جميلة صحراوي، وقد اختير الفيلم وهو ثاني شريط مطول للمخرجة الجزائرية ضمن عدة أفلام رشحت للمشاركة في فرع جديد "أوريزنتي" من المهرجان استحدث هذا العام ويجمع بين تقنيات السينما والتقنيات الجديدة للاتصال، إذ سيسمح أيضا بعرض الأفلام المشاركة على الإنترنت. وتعد المشاركة في محفل سينمائي من هذا المستوى بمثابة ترقية للأفلام المتنافسة؛ إذ تفتح أمامها فرصا أكبر للتوزيع. وتتناول جميلة صحراوي في هذا الفيلم الذي يدخل ضمن الأفلام التي أنتجت في إطار الخمسينيات، موضوعا سبق وأن طرحته في أعمال أخرى مثل فيلم "بركات" وهو خاص بالظروف الصعبة التي عاشتها الجزائر ورد فعل الناس تجاه تلك الأحداث المأسوية خاصة موقف المرأة. وعلى مدى ساعة و 30 دقيقة تسلط أحداث السيناريو الذي كتبته أيضا جميلة التي تؤدي فيه أيضا أحد الأدوار الرئيسية وهو دور الأم "ياما". ويروي المعاناة اليومية لأم فقدت ابنها العسكري والذي تكشف الأحداث عن مقتله على يد ابنها الآخر الذي التحق بالجماعات المسلحة. وعلى رأس الموضوعات التي تعالجها الأفلام المشاركة الأزمة الاقتصادية والأصولية الدينية، وتعرض جميع الأفلام المشاركة في المسابقة لأول مرة في المهرجان. وسيشارك الأمريكيان ترينس مالك وبراين دي بالما والياباني تاكيشي كيتانو والإيطالي ماركو بيلوكيو في المهرجان. وسيعرض ترينس مالك فيلم "تو ذي ووندر" مع بن أفليك ورايتشل فايس وخافيير بارديم، وبراين دي بالما فيلم "باشون" مع رايتشل ماكادامز، فيما سيعرض تاكيشي كيتانو فيلم "آوتردج بيوند" ومالاكو بيلوكيو فيلم "بيلا أدورمينتاتا" (الأميرة النائمة). ويترأس المخرج الأمريكي مايكل مان لجنة التحكيم التي ستضم الممثلة وعارضة الأزياء الفرنسية ليتيسيا كاستا والمخرج الإيطالي ماتيو غارونيه والممثلة البريطانية سامانثا نورتون. ويعد مهرجان البندقية السينمائي أقدم مهرجان سينمائي في العالم، أسسه جوزيبي فولبي في عام 1932، ومن حينها يفتتح المهرجان كل عام في أواخر أغسطس أو أوائل سبتمبر بشكل دوري في جزيرة ليدو في فينيسيا، بإيطاليا. ويعتبر المهرجان من أكثر مهرجانات العالم تألقا، ويعد جزءا من بينالي فينيسيا الذي يعد معرضا فنيا ضخما ومهرجانا للفن المعاصر، وجائزة المهرجان الرئيسية هي الأسد الذهبي، والتي تمنح لأفضل فيلم يعرض في المسابقة الرسمية للمهرجان، إضافة لجائزة كأس فولبي التي تمنح لأفضل ممثل وممثلة.