هنالك مسمى يَسِمُ به أهلُ الحي من كان غريباً بينهم، فيدعونه ب»ابن الناس» أو «ولد الجماعة» في أماكن أخرى، فإن كانت وزارة الثقافة والإعلام والجامعات السعودية أحياء وعشائر، فإن المسرح بينهم هو «ابن الناس»، هذا واقعه في أروقتها وفعالياتها ودعمها .. غريباً! ليس التنظير لأهمية المسرح بمجدٍ؛ فدهماء الناس يعلمون أهميته الثقافية والفنية والعلمية والاقتصادية والاجتماعية. لكن ما سأتحدث عنه هنا هو محاولة لاستدراك بعض ما أنتجه هذا المشكل وهذه الغرابة. لقد خلف إهمال المسرح أن مجموعة من المحبين له انفردوا به، واختاروه ملاذاً حقيقياً للطرح والرأي والفكر، وممارسة الفن الصرف، فأصبح نوعاً ما بعيداً عن متناول فهم المتلقي العام دون أن يشعروا أو يشعر المتلقي نفسه، وهنا عطب حقيقي لموازين اللحاق بالثقافات العربية عوضاً عن العالمية النائية. ومن المفارقات الغريبة أن وزارة الثقافة والإعلام تدعم التلفزيون، بالرغم من أن النجاح الدرامي في التلفزيون والسينما عرف أهل الفنون أنه لا يأتي إلا بعد نجاح المسرح وممارسته. وهنا المشكلة، تلفزيون كثيف وساذج فنياً في أغلبه، ومسرح جيد محشور في جمعيات الثقافة بعيداً عن كل شيء. كان المسرحيون السعوديون يحلمون أن يكون هنالك معهد للفنون المسرحية، يستطيعون من خلاله تدريب كوادر فنية عالية وتأهيلهم، وحلموا أن يعود التخصص الجامعي في المسرح كما كان قبل حجبه، وحلموا بفتح باب البعثات في تخصص الفنون، وحلموا بالمسارح الخاصة، وحلموا أن يكون هنالك جمعية مسرحيين سعوديين حقيقة، وليست كالعمارة الفقيرة المهجورة في الرياض الآن .. وهيهات هيهات. مرفقات: مهرجان الطائف لمسرح الشباب افتتاحه اليوم، ما الذي قدمتموه فيه؟