اذا سلمنا بداية أن النقد الأدبي هو فن تفسير الأعمال الأدبية شعرية كانت أو نثرية ، وفك طلاسمها ورمزياتها وأنه محاولة جريئة لكشف مواطن الجمال والقبح في النص الأدبي فإن هذا التسليم يجرنا إلى التساؤل حول ما إذا كان ما يقدم على مسرح شاطئ الراحة يعد نقدا وتأويلا للنصوص أم أنه حالة انطباعية تخص عضو اللجنة نفسه ؟!! في نظري أن ما يقدم هنالك لا يعدو كونه محاولة ارتكاب صفاقة نقدية ليس إلا ، وما هو سوى التفاف على النقد وتلطيخ سمعته شئنا أو أبينا . لست أدري عن ما هية الأدوات النقدية التي يقبض على زمامها أعضاء اللجنة ، وما هو تاريخهم النقدي باستثناء الدكتور غسان الذي وجدت أنه يتعاطى مع النصوص بشيء من التأويل ومقاربة للنص الأدبي ليتسنى للمشاهد رسم صورة حقيقية عن النص الجيد والرديء وهو - أي الدكتور غسان - يتعاطى كذلك مع النصوص أكثر من الشخوص أما البقية فلا ينفك ما يسمونه نقدا عن انطباعات متلق لا يمت للنقد بصلة وما يقومون به لا يتعدى حالة انطباعية لمتلق يخونه أو يوافقه تذوقه للنص الأدبي ، وكثيرا ما وجدت أن الثقافة العامة والأسلوب يخونان هؤلاء الاعضاء فتضيع منهم جوانب الكشف عن مواطن القوة او الضعف للنص الشعري بسبب ضياع الأدوات النقدية الموضوعية. النقد ما هو سوى ظاهرة تشريح للنص بكامله ، وليست فقط مجرد تناول ظاهرة صوتية تعنى بالشاعرنفسه ، أو جزئية من نصه . ما يسوء هنا أن النصوص تسلم للجنة قبل الحلقة بوقت كاف وبالتالي فالتمحيص وكشف جوانب النص الإبداعية وتفكيك جزئياته يجب أن تكون حاضرة فيما يقدم للمتلقي وهذا ما لم نجده في شاطئ الراحة مع الأسف الشديد. كما أن الناقد الحصيف يجب أن يكبح جماح هواه ويتعامل مع النص بكل تجرد بعيدا عن المسميات ، وتأثيرها الشعري وحضورها الإعلامي وهو ما لم نستطع الحصول عليه في شاطئ الراحة . لم أشاهد ناقدا من هؤلاء - إن تجاوزنا وأسميناهم نقادا - ملما بالبلاغة العربية ، وأقسامها الثلاثة البيان والذي يعنى بالتشبيه والاستعارة بقسميها والكناية والمجاز المرسل والمعاني والذي يعنى بالإيجاز والإطناب والمساواة والتقديم والتأخير ولا حتى بالبديع الذي يكشف الجوانب المهمة في النص الأدبي كالطباق والمقابلة والجناس والسجع كل ذلك كان مغيبا في شاطئ الراحة وبالتالي فما يقدم لا يعدو كونه هرطقات منسوبة للنقد الأدبي ذلك الكائن الجميل الذي جنت عليه اللجنة الموقرة . [email protected]