وقعت اشتباكات بين الجيش الأردني وجيش الأسد عبر الحدود المشتركة، ليلة الخميس الجمعة وطالما تكرر ذلك، لكن لم يصل إلى حد إطلاق النار مباشرة باتجاه الطرف الآخر. ورغم النفي الحكومي الأردني إلا أن شهود عيان من سكان المنطقة الملاصقة للحدود أكدوا وقوع تلك الاشتباكات التي وصفوها بالمحدودة، وذلك في منطقة الطرة الأردنية المقابلة لتل شهاب السورية. شهود العيان ذكروا ل «الشرق» أن الاشتباكات بدأت على الجانب السوري بعد منتصف الليل، التي يبدو أنها وقعت بين الجيش النظامي والجيش الحر، ولكنها امتدت لتشهد اشتباكاً مباشراً بين جنود أردنيين وجنود سوريين نظاميين، واستمرت الاشتباكات لمدة نصف ساعة ثم هدأت، وعادت الاشتباكات بعد قليل، لتنتهي بعد أقل من ساعة، وأكد شهود عيان ل »الشرق» استخدام رشاشات ثقيلة من عيار 500 فيها. وسمعت خلالها أصوات طلقات رشاشة وانفجارات، كما لوحظت حركة كثيفة للسيارات العسكرية على جانبي الحدود. وفي نفس السياق علمت «الشرق» أن بلدة الطرة الأردنية المحاذية للحدود شهدت سقوط طلقات رصاص طائش من عيارات مختلفة عليها دون وقوع إصابات. وقطعت الكهرباء عن منطقة تل شهاب السورية بعيد الاشتباكات. وقد أكد مصدر أمني ل «الشرق» إصابة جندي أردني إصابة طفيفة أثناء قيامه بإسعاف طفل سوري أصيب أثناء الاشتباكات وحوصر مع آخرين في المنطقة العازلة، حيث كان ضمن أكثر من خمسين عائلة عبرت الحدود. ولكن الطفل بلال وائل اللبابيدي البالغ من العمر أربع سنوات والقادم من حمص لم ينج رغم إسعافه من قبل الجيش الأردني إلى مستشفى الرمثا الحكومي، إذ فارق الحياة بعد وقت قصير من إسعافه، وروى مرافقو الطفل ل»الشرق» أنه بقي ينزف لأكثر من ساعتين قبل أن يتمكنوا من نقله من المنطقة العازلة إلى الجيش الأردني بمعونة من جنود أردنيين. وشهدت مدينة الرمثا الأردنية بعد صلاة الجمعة أمس جنازة حاشدة تم فيها تشييع جثمان الطفل اللبابيدي، إضافة إلى جثمان مقاتل من الجيش الحر دخل الأردن مصاباً قبل أيام وتوفي مساء الخميس، ويدعى عبدالله أبا زيد وعمره (30 عاماً). من ناحيته نفى الناطق الرسمي باسم الحكومة الأردنية سميح المعايطة في تصريح ل»الشرق» وقوع اشتباكات، وقال إن لاجئين سوريين تعرضوا لإطلاق نار من الجانب السوري أثناء عبورهم إلى الأردن، حيث تدخل الجيش الأردني وأنقذ اللاجئين حيث تبين إصابة طفل توفي لاحقاً. وقال مصدر مقرب من الحكومة ل»الشرق» إن محاولة الحكومة الأردنية التقليل من أهمية الاشتباكات ونفي حدوثها يعود إلى رغبتها في عدم وقوع تصعيد على حدودها الشمالية.