تختلف عادات وتقاليد شهر رمضان من منطقة لأخرى في المملكة، ويتمسك كثيرون بهذه العادات ويجدون فيها موروثهم المتجدد خاصة كبار السن منهم، بينما عزف آخرون عنها ووجدوا في الحضارة مايتوافق مع ميولهم. وحرص الناس في قرى القصيم على أداء العبادات بشكل مكتمل، في أجواء روحانية من تلاوة القرآن، وزيارة المساجد، ومساعدة الفقراء، وغيرها من الأعمال الصالحة، فضلا عن اختلاف المأكولات وتميز كل منطقة بأكلة معينة. التقت “الشرق” بعض كبار السن من منطقة القصيم، الذين أكدوا على اختلاف شهر رمضان في زمنهم عن الوقت الحالي، ويقول أبو محمد حول ذلك “كنا ننتظر رمضان في السابق بشغف، فهو شهر يختص بالتواصل الأسري والعبادات والاجتماعات العائلية، فضلا عن أعمال الخير، والتسابق خلف كسب الأجر والثواب، فكانت النفوس قديما أكثر ألفة ومحبة وتكاتف، وكان الإفطار الرمضاني موزعا بين الأسر، كل يوم في منزل أسرة على حسب المقدرة، ويتصدر قائمة الإفطار التمر والسمن البلدي والخبز واللبن والأرز، حيث تتعاون نساء الحي في إعداد الطعام”. بينما ذكر الحاج عبدالعزيز الحسين أنه كان من المتابعين بشغف لوسائل الترفية القديمة كالراديو، واستماعه لمسلسل الأستاذ عبدالعزيز الهزاع “أم حديجان”، وأضاف “كانت لياليَ لا تنسى، حين كنا نجتمع عند الراديو لمتابعة هذا المسلسل، وعلى الرغم من تقدم وسائل الإعلام، إلا أن شغف المشاهدة والاستماع قل عن السابق”. وبين المواطن خالد الشمري أنه كان يجلس برفقة أصدقائه في نهار رمضان عند بيتوهم، يتسامرون ويطرح كل منهم قصة عن الأجداد تدل على الشجاعة والكرم، فيحكونها بدافع الاستفادة وتفادي الأخطاء، وقبل أن يحين السحور يذهبون للتهجد وقراءة القرآن، ولا يلهيهم شيء عن العبادة، وقال “كان كل مايشغلنا قديما الصلاة وقراءة القرآن، بينما اختلف الوضع في الوقت الحالي، وأصبحت المسلسلات شغل الناس الشاغل، بالإضافة إلى انشغالهم بالإلكترونيات ومكوثهم عندها لفترات طويلة، فقد اختلف رمضان قديما عن الوقت الحالي كثيرا، وافتقد كثيرا من مقومات الروحانية المستشعرة.