محمد المحنشي تشهد المحلات والمراكز والمستودعات التجارية مع قرب دخول شهر رمضان خلال الأيام الجارية تدافعا كبيرا من قبل المواطنين والمقيمين في جازان، الذين أقبلوا على شراء المواد الغذائية والاستهلاكية المختلفة التي تلزمهم خلال شهر رمضان. والتقت «الشرق» خلال جولة على بعض المراكز التجارية والأسواق في المنطقة، عددا من المتسوقين لرصد آرائهم تجاه ظاهرة التسوّق الرمضانية التي تتكرر سنويا تزامنا مع اقتراب شهر الصوم، حيث قال المواطن محمد عطية محنشي «نلاحظ أن هناك من المتسوقين من يأخذ الضروريات البسيطة، بينما الأكثرية يبالغون في الشراء ويأخذون أصنافا كثيرة من الأطعمة، مع أنهم لا يستهلكون إلا بعضها، وأرى أن من الأفضل أن يأخذ الشخص القليل المناسب، خصوصا مع الارتفاع المذهل في الأسعار، ولأن رمضان للعبادة وتعويد النفس على الصبر والتحمل». محمد الزهراني أما المواطن محمد مسفر الزهراني، فقال «عادة ما يقبل الأهالي على شراء المواد الغذائية والاستهلاكية بصورة شهرية، لكن يكثر في شهر رمضان الإقبال على أصناف محددة لا تكون لها نكهتها الخاصة إلا في رمضان»، معتبرا أن لطريقة العرض التي تنفذها بعض المراكز التجارية الكبرى ووضع الجوائز والهدايا المجانية على بعض الأصناف دورا في جذب الزبائن. وأضاف المواطن حسن حمد عريشي «المسألة أصبحت تقليدا وترفا أكثر منها حاجة ملحة لهذه الأطعمة، على الرغم من شكوى الناس من ارتفاع الأسعار إلا أنك تشاهد تدافعهم على الشراء للمواد التي ترتفع أسعارها في تناقض عجيب وغريب، فالمسألة ليست حاجة بقدر ما أن سلوك المجتمع أصبح استهلاكيا، ونرى أن أصحاب المحلات التجارية هم أكثر الناس سعادة بهذه الظاهرة حيث يحققون أرباحا في رمضان تصل لأضعاف ربحهم طوال العام». من جانبه يرى المواطن علي شوعي الحربين أن شهر رمضان الذي لا يأتي إلا مرة في العام يكون فيه الخروج عن الروتين اليومي، وتتنوع فيه المأكولات والمشروبات، كما أنه يعد فرصة لتجمع أفراد الأسرة، فكل عائلة تأتي بنوع معين من الأكل والحلويات وغيرها من الأطعمة»، مؤكدا أنه لا يوافق على ظاهرة تكدس المأكولات والتزاحم على شرائها خلال رمضان. من ناحية ثانية، ذكر محمد يحيى طالبي صاحب مجمع تجاري لبيع المواد الغذائية، أن الأسواق التجارية تشهد ارتفاعاً في الطلب على السلع التموينية في الأيام التي تسبق حلول شهر رمضان يصل إلى ثلاثة أضعافه، مقارنة بالأشهر الأخرى خلال العام، وسط تقديرات بارتفاع متوسط الشراء لدى الفرد خلال شهر رمضان من مائة إلى 500 ريال لمواجهة متطلباته العديدة. وأكد طالبي أن المحلات التجارية التي تبيع المواد الغذائية شهدت إقبالاً كبيراً خلال الأيام الجارية، وستستمر حتى حلول شهر رمضان، مضيفا أن تلك المحلات شهدت زحاماً كبيراً من قبل المواطنين والوافدين على حد سواء، وإن اختلفت العادات الشرائية بينهم، ولذلك عملت العديد من المحلات على استنفار كافة جهودها عن طريق فتح المزيد من نقاط البيع وتوظيف موظفين للكاشير والمحاسبة والتحصيل والتحميل لضمان انسيابية الحركة داخل تلك المحلات والمراكز ومنع حدوث تزاحم مبالغ فيه. وقال إبراهيم صالح مشرف مستودع لبيع المواد الغذائية، إن الطلب يزداد على المنتجات الغذائية في رمضان إلى ثلاثة أضعاف مقارنة بالأيام العادية، مشيراً إلى أن من أهم الأصناف التي يكثر عليها الطلب: الزيوت بأنواعها، الأرز، المعكرونة، شراب التوت وعصائر البودرة، إضافة إلى اللقيمات والدقيق والحلويات وغيرها من الأصناف. وكانت تقارير اقتصادية أشارت إلى تقديرات حجم الإنفاق في المملكة خلال رمضان بنحو 15 مليار ريال، وأرباح التجار بين 50 إلى 70 في المائة، ما يعكس ضخامة فاتورة الاستهلاك والقوة الشرائية للأسرة خلال شهر رمضان.