قال إمام وخطيب المسجد الحرام سعود الشريم إن السلام لا يعني الخضوع إلى الخنوع أو الدونية أو الاستكانة وإن أمة لم تخضع إلا لخالقها لن تخضع لغيره، مشيراً إلى أن الإسلام هو السلام الحقيقي بكل ما تعنيه الكلمة من معنى. وقال الشريم في خطبة الجمعة التي ألقاها أمس في المسجد الحرام إننا نعيش في زمن بلغت فيه الحياة المادية والنظريات الفلسفية والثورة التقنية والترسانة العسكرية، المتشبّعة بروح الأنانية والعدوانية وإهلاك الحرث والنسل، مبلغاً عظيماً. مشيراً إلى أن هذه الحضارة لم تستطع إشباع الروح بالرحمة والطمأنينة. وأوضح أن مفهوم العدل أصبح في المكان الذي فيه جور، وبات مفهوم السلام محصوراً في المكان الذي فيه حرب، حتى تشرّب العالم اليوم ألواناً من الاعتداءات السياسية والاقتصادية والعسكرية بحيث أن الأمان لدى كثير من المجتمعات أصبح كالسراب، مبيناً أن السر الكامن في ذلك هو تغليف السلام الذي هو الطمأنينة والسكينة والاستقرار والذي يقر العبودية للحاكم العادل ويؤمن به رباً خالقاً رازقاً لا معبود سواه. وأكد أن السلام الذي شرعه الملك القدوس الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه، وأنه مهما عمل البشر من جهود ومهما استخدموا من وسائل، فلن يبلغوا مثقال ذرة من علم الله، ولن يصلح الناس مثل السلام الذي جاء من عند الله، وأنه لم يعرف في التاريخ مبدأ أو دين أو فكر أرحم من دين الإسلام. وأوضح فضيلته أن بعض المسلمين بُهروا ببعض الشعارات البراقة والفلسفات التي ما أنزل الله بها من سلطان ليفسروا بها السلام على غير وجهه، فنظروا إلى دمعة المخادع ولم ينظروا إلى مدفعه. وفي المدينةالمنورة أوصى إمام وخطيب المسجد النبوي الشريف عبدالمحسن القاسم المسلمين بتقوى الله عز وجل في السر والعلن. وقال إن الوقت ثمين بلحظاته ومن الناس من كتب له الله فسحة من العمر ومنهم من يخطفه الأجل سريعاً، وخير الناس من عاش في الدنيا ليرتقي بها إلى آخرته، ومن الناس من قصر حياته على معاشه، ومنهم من عمرها فأدى ما أمره الله به وانتهى عما نهى عنه، ومنهم من خلط عملاً صالحاً وآخر سيئاً. وبين الشيخ القاسم أن الله عز وجل أقسم أحد عشر قسماً بأن المفلح هو من زكى نفسه وأن الخاسر من أوقعها في المعاصي، محذراً من أن الحياة مليئة بالمحن والفتن وأن المرء قد يقع في زلاتها من حيث لا يشعر، وأنه كلما دنت الحياة من الزوال لاحت فتنها وظهرت. وقال إن ظهور الفتن يحين إذا ابتعد الناس عن الله ولم يمتثلوا أوامره ووقعوا في نواهيه.