يقال إن صديقا مقربا من جحا مل من مبالغات الأخير فنصحه بالتوقف عن «الهلس» وقال له حين أكون في مجلسك وتبالغ فسوف أتنحنح أو أعطس فتعرف أنك بالغت فتلزم حدك!. ثم «درعم» جحا بعد أن أحس بالنشوة بين أصدقائه فقال إنه بنى مسجدا طوله عشرون كلم. فلما ذكر الرقم اعترت صاحبه نوبة حساسية وعطاس متلاحق، فالتفت القوم إلى جحا وسألوه: كم عرض المسجد؟ قال: متر واحد!. صاح الجمهور بصوت واحد لقد ضيَّقته يا جحا؟! التفت جحا إلى صديقه الذي كان يلملم بقية سعاله، وقال: الله يضيّق على من ضيق علي! وبالمناسبة خلف الحربي ذكر أن ابن عساكر صاحب مقولة «لحوم العلماء مسمومة» أكد أنه – أي جحا لا خلف – لحمه مسموم ومن أهل الخير والمرتبة العظيمة. اليوم نحن لسنا في إبريل وما كتبه سعد الدريهم الذي يعمل أستاذا جامعيا في جامعة الإمام وخطيبا للجمعة ليس كذبة بيضاء ولا «فوشية». كما أن زمان جحا و«المتجحجحين» قد ولى. ويا ليت الدكتور الدريهم اتخذ صديقا حميماً كصديق جحا كي «يكح» وهو يقرأ كلام صديقه الذي وزع شيكات على بياض لدخول الجنة حين كتب في تويتر كلاما ضمنه «والفرقة الناجية هي ما كان عليه علماؤنا وأهل نجد ومن تبعهم». ضيقها، الله يهديه!. أقول كل ذلك وأنا حزين لأجل كل الذين مازالوا لا هم «صاحيين ولا نايمين». ولا هم يحزنون. حزين لكل الذين يقفون لتعليم الأجيال وتقييم البحوث والإشراف على الباحثين وتقديم الخطب ووعظ المجتمع آناء الليل وأطراف النهار.. فيما بعض كلماتهم توقظ ميراثا غير مرغوب!