قبل أن يبادرك ذهنك عند قراءتك لكلمة الذميمين بسؤال عريض، فإن المقصود بها هنا هو الميل عن الجادة التي تتوسط ال»إعلام» و»الذميمين». فالإعلام الذي يمجد ويمدح بالمطلق وبالمجمل لا يقبله المنصف، وكذلك الإعلام الذي يقدح ويبالغ في ترسيخ القصور هو إعلام مظلم، وبالتالي تتساوى الكفتان في القيمة، عندما تحيدان عن الخط الحسن الذي يتوسطهما. إن الواقع الذي يعيشه المواطن السعودي في الألفية الثالثة مختلف بكل تفاصيله عما سبق. فلم يعد هناك مجال للإعلام الذي ينقل صورة تختلف عن الحقيقة التي لم تعد تخفى في ظل ثورة الاتصال، وظهور جيل الحزم الضوئية. ومع كل ذلك المشهد لا تزال بعض وسائل الإعلام تغرد بصمم، وأصبحت كإعلام الدول الموسومة بالعالم الثالث، ذلك الإعلام الذي ينظر لجيله الجديد برؤية تشوبها الريبة، وقد تكون هي الرؤية التي ينظر بها إعلام الدول المتقدمة لدولنا العربية. فهل نعيش ونرى ذلك الذي يقوم فيه الإعلام بدوره الذي يجب عليه من منطلق إسلامه وقيمه واستقلاله ورسالته العظيمة ووطنيته التي يفاخر بها أمام الآخر؟.