الشيخ فارس بن عجل قال الله تعالى: «من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا» صدق الله العظيم. إنها إرادة الله جلّت قدرته، فقد فُجعت المملكة العربية السعودية والعالمان العربي والإسلامي بوفاة المغفور له، بإذن الله تعالى، الأمير نايف بن عبدالعزيز آل سعود، بعدما أفنى حياته في خدمة وطنه وشعبه وترك بصمة لا تُمحى على صفحات تاريخ هذا الوطن.لقد كان من أعز الرجال، وأخلصهم وأشجعهم، أحب هذا الوطن وشعبه، فبادلوه حباً بحب. عمل من أجل وطنه عشرات السنين، لم يكل ولم يمل، بل كان يزداد عطاؤه كل يوم. أسهم بدور بارز في تطوير ونماء هذا الوطن، وكان رجل دولة من طراز فريد.وحينما زادت المحن على من حولنا، ظهرت إمكاناته الكبيرة، حيث لعب دوراً متميزاً، كان شعلة من النشاط والعطاء، كما أراد لنفسه دائماً أن تكون، وكما عمل لذلك منذ صباه.أفنى حياته لخدمة دينه وطنه، ندين له جميعاً بالعرفان، فمواقفه أكبر من أن تحصى، لقد صمد على الحق وأصر عليه ودافع عنه وكان دائماً مثالاً رائعاً لرجل الدولة والقائد الشجاع المحب لوطنه وشعبه.كان ملاذنا في كثير من المشكلات والهموم التي واجهتنا، وكان حريصاً على أمن البلاد برها وبحرها وحريصاً على نصرة دينه، وكان يعدّ دور هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر من أعظم الواجبات الدينية. وكان حريصاً على مقدرات البلاد والعباد. لقد فقدنا قائداً كبيراً، ومثلاً يُحتذى، وقدوة حسنة، وعزاؤنا أن هذا الراحل الكبير ترك لنا إرثاً تاريخياً ومواقف إنسانية تميزت بالشموخ، ومنبعاً من القيم سنظل ننهل منه لسنوات طويلة، ليظل اسم المملكة عالياً، وعلمها خفاقاً في كل المحافل. لقد أحب الأمير نايف السعودية فأحبته، وعمل من أجل شعبها فأحبه، وكان في كل مواقفه مدافعاً عن وطنه، فخلده الوطن وبادله وفاءً بوفاء. اللهم ارحمه رحمة واسعة، واجزِه عنا وعن وطنه وأمته خير الجزاء، واحفظ بلادنا تحت ظل القيادة الحكيمة لسيدي خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله وسمو ولي عهده صاحب السمو الملكي الأمير سلمان، وكل الرجال الأوفياء في هذا الوطن الغالي.