تنتشر هذه الأيام سوق لبيع بول الإبل بمداخل مكةالمكرمة وخارجها، إذ يعتبره كثيرون من الزوار والمعتمرين والقادمين علاجاً لبعض الأمراض، وتتراوح الأسعار ما بين أربعين للعبوة الصغيرة ومائة ريال للكبيرة. وخلال جولة ل«الشرق» ببعض المواقع التي تتمركز فيها حظائر الإبل بدا أن معظم المداخل التي تحيط بمكة من كافة الجوانب أرضاً خصبة لهذه السوق، بدءاً من طريق جدة – مكة القديم وطريق بحرة وحدا، المؤدي إلى محافظة الجموم ، وطريق المدينة في منطقة عين شمس والتي باتت مكاناً مفضلاً لتلك العمالة السائبة في بيع بول الإبل. مستغلين إيمان بعض المواطنين والمقيمين و زوار بيت الله الحرام في بعض المعتقدات التي تؤكد أهميتها للاستشفاء. وأبدى أحد مرتادي هذه السوق استغرابه من غياب الرقابة عن هذه الحظائر، والتي أدت في نهاية الأمر إلى استغلال الباعة المخالفين لنظام الإقامة والعمل لجهل وإيمان بعض زوار مكة ببول الإبل، وقال سويلم الصاعدي ل « الشرق» «باتت الأسعار جنونية للغاية، وأصبح الاستغلال واضحاً فمن كان يصدق أن سعر العبوة الصغيرة وصل إلى أربعين ريالاً»، مشيراً إلى أن الأسعار الأخرى للحليب باتت هي الأخرى في ارتفاع، فوصل الإناء الصغير الواحد إلى 15 ريالا ويتراوح ما بين 25 إلى 35 ريالا للوعاء الكبير. ولفت إلى أن انتشار حظائر الإبل الخطرة بشكل كبير ما يشكل خطراً صحياً ووقائياً، وقال» تنتشر عدد من الحظائر التي يستغلها عدد من المخالفين لأنظمة العمل والإقامة على الطرقات السريعة لبيع حليب الإبل وبولها لبعض الزوار والمعتمرين «. مشيرا إلى أنهم ينشئون حظائرهم في مواقع لا تناسب مواشيهم، من طريق وضعها على جانبي المجرى الرملي لعبارات تصريف السيول، وعلى بعض التلال التي تكثر بها الصخور والأحجار ما يعرض حياتها للأمراض والأوبئة المعدية التي تنتقل مباشرة لشارب حليبها والمنتفع من بولها . وبدا أن انتشار حظائر الإبل على الطرق السريعة بمداخل ومخارج مكةالمكرمة أخيراً في الانتشار بشكل غير مقنن بيئياً وصحياً، وأصبح وجود تلك الحظائر يسبب قلقاً كبيراً للمارة والعابرين ولسكان المناطق القريبة خصوصاً وأن معظم تلك الحظائر ليست رسمية أو لا تقع تحت طائلة اللوائح الصحية والوقائية الآمنة التي تتبع جهات رسمية تنظم عملها وتقلل من مخاطرها المتفاقمة. وقال مرتاد آخر«يباع الحليب على جوانب الطرقات والمداخل من مخالفي الإقامة في ظروف صحية سيئة»، مؤكداً أن أماكن تشييد هذه الحظائر يتسم بالجفاف والقحط مايحرم الماشية من المراعي الطبيعية، إضافةً إلى أن معظم العاملين فيها يعملون على حقن تلك الإبل بإبر مدرة للحليب، بهدف رفع معدل الإنتاج، خصوصا أن الإبل لا تقتات إلا من حشائش نمت عشوائيا على ضفتي مجرى للسيول بين الحشرات والمستنقعات الراكدة والأودية والتلال. من جهته، أكد مدير صحة البيئة في أمانة العاصمة المقدسة الدكتور محمد الفوتاوي ل» الشرق» أن لجنة صحة البيئة تنفذ عدة جولات ميدانية مكثفة لمتابعة بائعي حليب الإبل لتتأكد من التزامهم بالاشتراطات الصحية في أماكن البيع وأواني الشرب مشيرا إلى أن اللجنة قدمت دراسة وافية لإيجاد الحلول والبدائل المناسبة لمواقع بيع الحليب وليس لمكافحتها ، نظرا لإقبال الناس عليها. وأوضح أن الدراسة التي رفعت إلى منطقة مكةالمكرمة اعتمد جزء كبير منها على التزام العاملين ببيع الحليب بالاشتراطات الصحية والوقائية، لبيئة المواشي بحيث تكون خاضعة وبصفة مستمرة للمتابعة من قبل وزارة الزراعة. منوها إلى أن الماشية المصرح لها تتسم بوسم الإبل بختم الوزارة للتأكد من سلامتها بيطريا، مشددا على أهمية أن تكون نقاط البيع بعيدة عن حرم الشارع ، مضيفا إلى وجوب التزام الرعاة بالإرشادات الصحية في حلب الإبل ، باستخدام عبوات بلاستيكية ، منبها إلى أن تجاهل الاشتراطات الصحية يؤدي إلى الإصابة بالتسمم الغذائي وبعض الفيروسات والأمراض الخطيرة التي قد تودي بحياة الإنسان . عمالة سائبة تستغل جهل بعض الزوار والمعتمرين في رفع أسعار الحليب والبول ( الشرق)