أكد خبراء في التوظيف والإدارة أن استراتيجية الأمير نايف بن عبدالعزيز – رحمه الله – في توطين الوظائف والدعوة إلى السعودة أسهمت في توظيف ملايين السعوديين والسعوديات بعد تدريبهم وتأهليهم، وقالوا إن الأمير نايف كان وراء إنشاء صندوق تنمية الموارد البشرية الذي وظف أعدادا تصل إلى مليون ونصف المليون شاب وشابة خلال عمره الممتد إلى اثني عشر عاما. ولفتوا إلى أن اهتمامه بالتوطين وإيجاد وظائف للعاطلين عن العمل برز من خلال تخصيصه جائزة للسعودة، وترؤسه مجلس القوى العاملة السعودي ومساهمته الإعلامية بتوجيه الخطاب لرجال الأعمال بضرورة إعطاء الفرص للشباب السعودي، مؤكدين أنه – رحمه الله – كان يملك رؤية استراتيجية مستقبلية لأن تأمين وظائف للشباب والفتيات سيحميهم من الانحراف والوقوع في الإرهاب. الأب الروحي ووصف مدير صندوق الموارد البشرية إبراهيم المعيقل الأمير نايف – رحمه الله – بأنه كان الأب الروحي للصندوق بدعمه ماديا ومعنويا، كما أنه صاحب الريادة في الدعوة لتوطين الوظائف. وأضاف «لا يمكن لأحد أن ينسى القرار رقم خمسين القاضي بسعودة الوظائف وترؤسه مجلس القوى العاملة السعودي طوال عمل المجلس، وتأسيسه لصندوق الموارد البشرية وترؤسه له دورتين متتاليتين ودعمه بكل الوسائل المتاحة». وأشار إلى دعمه نشاطات وزارة العمل من خلال توجيهه لجميع قطاعات وزارة الداخلية بضبط قضايا سوق العمل كالتجاوزات التي تشوهه من عمالة سائبة والهروب من الكفلاء وحفظ حقوق العمالة ودعم قطاعات الجوازات والأمن العام، لافتا إلى قراراته في استقرار سوق العمل. واستذكر المعيقل سؤال الأمير نايف قبيل خمسة أسابيع في الاجتماع الذي جمعه بالأمير محمد بن نايف ووزير العمل المهندس عادل فقيه عن وضع الصندوق واحتياجاته والتحديات التي تواجهه لتوظيف الشباب، مؤكدا أن الأمير نايف كان يسأل بشكل دوري عن الصندوق. تأهيل وتوظيف وأفاد المعيقل أن صندوق الموارد البشرية نتج عنه عدد كبير من المنتجات منها تدريب مئات الآلاف من الشباب والفتيات وتأهيلهم لدخول سوق العمل، وإيجاد فرص وظيفية تلائم تخصصاتهم، مشيرا إلى أن أحد برامج الصندوق ساهم في تأمين 75 ألف وظيفة، مبينا أن الصندوق وظف ربع مليون شاب وفتاة خلال الشهور العشرة الأخيرة، وكشف أن الأمير نايف كان يتابع بنفسه ما ينجزه الصندوق من تدريب وتأهيل وتجهيز وتعاون مع منشآت القطاع الخاص لإيجاد وظائف للشباب المؤهل والمدرب. وأشار المعيقل إلى أن برنامج حافز الذي يتواجد فيه مليون وثلاثمائة ألف شاب وفتاة من ثمرات الصندوق الذي أتاح وضع سيرهم الذاتية ومنح الشركات فرص توظيفهم. نزلاء السجون من جهته، أفاد رئيس مجلس التدريب التقني والمهني في منطقة مكةالمكرمة الدكتور راشد الزهراني، أن اهتمام الأمير نايف بتأهيل الشباب السعودي وتوظيفهم امتد لنزلاء السجون من خلال إسناده للمعهد بافتتاح 36 معهدا تدريبيا داخل السجون لتدريب السجناء وتأهليهم، مشيرا إلى أن تأهيل السجناء يسهم في إيجاد فرص وظيفية لهم خارج السجون. وأكد أن الأمير نايف كان يولي التدريب والتأهيل للشباب أهمية قصوى، لذا فقد حث الجهات على إتاحة الفرصة للشباب للتدريب والتأهيل على المهارات التي تناسب احتياجات سوق العمل من خلال المعاهد في مختلف مناطق المملكة. سعودة الوظائف واتفق رئيس لجنة الإدارة والموارد البشرية في مجلس الشورى الدكتور محمد عبدالله آل ناجي في أن توطين الوظائف كان من هموم الأمير نايف والذي كان يحرص عليها منذ زمن بعيد، مشيرا إلى أن اهتمامه بالتوطين يعود لإدراكه لقيمة دور الشباب والفتيات في عملية التنمية في المملكة، وقال إن سموه كان ينسق بين وزارتي الداخلية والعمل في قضية دعم السعودة وتوطين الوظائف ومحاربة التحويلات المالية الكبيرة والعمالة السائبة، مؤكدا أن جهوده ساهمت في الحد من سيطرة العمالة الوافدة على سوق العمل وفتح فرص وظيفية في مختلف المجالات. ولفت إلى وجود تحسن كبير في سعودة الوظائف من خلال التقارير التي تطلع عليها اللجنة في المجلس لكنها دون الطموحات، مبينا أنه – رحمه الله – دفع وزارة العمل للإسراع في قضية السعودة التي كان آخر إنجازاتها الإعلان عن توظيف مائتي ألف خلال خمسة شهور. شباب ل الشرق: أمَّن لنا فرصاً وظيفية وكان حريصاً على حل مشكلة البطالة الدمام - محمد خياط قال الشاب منصور سالم إن الأمير نايف بن عبدالعزيز- رحمه الله – له العديد من الإسهامات في توفير فرص عمل للشباب السعودي، وكان دائم المتابعة مع وزارة العمل للوقوف وتذليل المعوقات في سبيل تنفيذ برامج مثل «نطاقات وطاقات ولقاءات» التي وضعت لخدمة الشاب السعودي. وأضاف رمزي الدوسري أن الراحل كان حريصا على القضاء على مشكلة البطالة وإيجاد الحلول المناسبة التي تضمن تحقيق الذات للشباب، وكان دائم المتابعة للتأكد من تنفيذ القرارات، مشيرا إلى أنه فتح عديداً من المجالات الجديدة لاستقطاب الشباب السعودي وتحقيق أعلى نسبة من السعودة في القطاع الخاص، وقال إن رجلا بحجم وقامة نايف بن عبدالعزيز من الصعب تعويضه ورحيله خسارة ليس للمملكة فحسب بل للعالم العربي والإسلامي. فيما أكد سعود الأنصاري أن الأمير الراحل كان ينتهج سياسة اقتصادية حكيمة تقوم على الشراكة بين القطاعين الحكومي والخاص ما كان له الأثر الكبير في الاقتصاد السعودي وتوفير فرص عمل للشباب، مشيرا إلى جائزة الأمير نايف للسعودة حققت الكثير من تلك الأهداف.