ما إن تشاهد قناة العالم الإيرانية إلا وينتابك شعور بالخجل وتأسف على إهدار وقتك متابعًا فقراتها الإخبارية، وسرعان ما يتضح بما لا يدع مجالًا للشك تعاملها بازدواجية مقيتة في نقل الخبر لتكتشف حينئذ معنى اللؤم الإعلامي في أبشع صوره وتطبيقها العملي لمبدأ “الكيل بمكيالين” عند تفسيرها لما يدور من أحداث بالشرق الأوسط. فتجدها تسلط الضوء على دولة البحرين الشقيقة وتصف الشغب الحاصل بالمظاهرات العارمة وإحصائياتها تشير إلى سقوط أربعين قتيلًا مما يجعلها تندد بالنظام البحريني وتعتبره الحكم الديكتاتوري الظالم لشعبه في زمن الحريات، ومقابل ذلك تتجاهل ما يقع على الشعب السوري وما يمارس بحقه من أساليب القمع والتسلط الذي أدى لسقوط أكثر من أربعة آلاف مواطن خلال ثورتهم ضد النظام واكتفت بالعزف على وتر المؤامرة الخارجية التي تستهدف الإطاحة بحكومة الأسد وتعارض أي عقوبات تتخذ لحقن دماء السوريين . وبينما تتجه سياسة القناة تمامًا كحكومتها إيران نحو الاهتمام بالأقليات آخذة ًعلى عاتقها تبني دعم الثورات مهما كانت صغيرة كجزء من معتقداتها الدينية بجميع أنحاء العالم، تجدها تغض الطرف عما تمارسه حكومتها إيران من أنواع الكبت والاضطهاد المبرمج ضد الأقليات على أرضها وكيفية تعاملها مع الاحتجاجات وما يرافقها من اعتقالات وتعذيب وقتل للأنفس وتجتهد عبر أبواقها الإعلامية في إخفاء الحقائق واختلاق المبررات للنظام الحاكم بإيران . وما إن يقع حادث عابر بأرض الحرمين الشريفين إلا وكشرت عن أنياب الحقد والضغينة وذهبت إلى التهويل والتعظيم من شأنه مستضيفة المحللين المأجورين والخبراء الفاسدين والمعارضين المارقين للنيل من حكومتنا الرشيدة وتأجيج الفتنة والطائفية وهيهات هيهات أن تفلح ولا أدل على ذلك من الحادثة التي وقعت مؤخرًا في القطيف والتي تزعمها بضعة أشخاص وصفتهم حكومتنا الرشيدة على لسان وزير الداخلية ولي العهد الأمير نايف بن عبد العزيز آل سعود حفظه الله بالمغرر بهم في تناغم فريد يدل على اللحمة الوطنية امتزجت بالذكاء والحكمة من القيادة والرعية فجاءت تصريحات أهلنا في القطيف منددةً بتلك الحادثة ومحذرةً من الانسياق خلف الطائفية والشعارات الكاذبة التي تهدف إلى التفرقة بين أبناء البلد الواحد وتسعى لزعزعة أمن واستقرار هذا الوطن . وكان أبناء القطيف أذكى حين لم ينخدعوا بأكاذيب قناة العالم الإيرانية ولم ينطلي عليهم تباكيها فقد أدركوا أن هذه القناة وحكومتها مهما ذرفت من دموع لا تعدو كونها دموع التماسيح المنهمرة وهي تتلذذ بأكل فريستها وبذلك استطاعت القطيف تبديد أحلام إيران التي ما فتئت تدندن حول نصرتها للشيعة العرب خارج حدودها وتقهرهم وتسحقهم داخلها.