يقع معبد روافة إلى الجنوب الغربي من مدينة تبوك، على بعد 115كيلومترا، وتم إنشاؤه على شكل مربع، وجداراه الغربي ونصف الشمالي مازالا قائمين في حالة سليمة إذا أخذنا في الاعتبار مضي 18 قرناً على بنائه. بني المعبد من الحجر المشذب، ودون مونة، ويظن أن سبب انهيار باقي الجدران يعود إلى زلزال، وليس من فعل البشر، وتوجد قرب المبنى مقبرة قديمة مبعثرة الأرجاء، وهذا المبنى يعتبر لغزاً محيراً، فقد بني في منطقة صحراوية معزولة، فروافة ليست على طريق رئيسي، أو تجاري، كما أنه لا توجد حولها أماكن استيطان. وتعود أهمية مبنى روافة إلى أنه يدل على امتداد نفوذ الدولة الرومانية إلى شمال الجزيرة العربية، وأول من اكتشف هذا المبنى هو ألويس موزل سنة 1910م، ورغم أنه لم يمكث إلا ساعات، فقد استطاع نسخ النقش المهم الموجود على حجر التاج، وقد وجده ساقطاً في الأرض، فأزاحه ووجد عليه نقوشاً عدة كتبت باللغة الإغريقية والنبطية. وعثر على نقش بين أنقاض المعبد، وهو محفوظ حالياً في المتحف الوطني في الرياض، يدل أن بناء روافة أحد المعابد الرومانية النبطية، ويعود تاريخ إنشائه إلى عام 161م، على يد الثموديين، تخليداً لذكرى الإمبراطورين ماركوس أورليوس أنطونيوس، ولوسيوس أورليوس فيروس، وهما الأميران الرومانيان اللذان بُني المعبد على شرفهما، وأهدي لهما. والمعروف أن الأول قد حكم الأمبراطورية الرومانية عام 161م، أما الثاني فهو القائد الروماني في بلاد سوريا. وزار «فلبي» روافة عام 1950م، وكتب عنها تفاصيل أكثر في كتابه «أرض مدين»، ووصف المعبد أنه عبارة عن بناء مربع يبلغ طول ضلعه ثلاثين قدماً، وأن جداره الغربي مدعم بخمس عشرة قطعة من الحجارة مركومة بعضها فوق بعض، دون أن تلتصق بأية مونة، وكان الحائط الشمالي مدعماً بشكل مائل للحائط الجنوبي، أما جدران المعبد الأخرى فكانت في حالة من الخراب لا توصف.