ينتمي كتاب «شريط صامت» الشاعر عبد رب الزهرة زكي إلى أدب الحرب، أو أدب العنف، كونه يقدم إجابات شعرية عن أسئلة الموت اليومي الذي اعتاد العراقيون على صوره وأشكاله في السنوات القليلة الماضية، وصاغ مشهد قصائده بالقرب من الجثث والرصاص وعيون القتلة. وفي الكتاب نصوص السيارات والدم والرصاص التي يجسد فيها زكي ما يعانيه أبناء شعبه منذ العام 2003، من مرارة التدمير والقتل والخطف والإرهاب، حتى تحولت حياتهم إلى حوار يومي مع الموت يفاجئهم في أي لحظة، وكأن قصائده تحكي تفاصيل لحظات الموت. ويحاول الشاعر زكي في قصائده الاقتراب إلى حد كبير من الوجع والهم اليومي والخوف الذي يسير مع الناس في ظل موجات القتل والخطف وأصوات الرصاص ولون الدم. ويقول الباحث والروائي العراقي قاسم محمد عباس عن الكتاب إن «الجهد الشعري هنا حاول أن يقترب من بلاغة الموت، مقصياً كل جهد لغوي يمكن للشعر أن يتركه لدى القارئ». ويضيف عباس أن «هذا الجهد الشعري لهذا الكاتب الذي يسكن وجع العراقيين حروف قصائده يستكمل مشروعاً كان دائماً صدى للفاجعة في أعمال شعرية سابقة، عندما نتذكر قصيدة «هذا خبز»، التي عدت أسطورة في ظل الحصار الدولي الذي فرض على العراق بعد العام 1990». ويعد الشاعر من محدثي ملامح قصيدة النثر في العراق، إلى جانب عدد من الشعراء، منهم: خزعل الماجدي، وزاهر الجيزاني، ومحمد مظلوم. ضم الكتاب، وهو الخامس للشاعر، والصادر عن دار «المدى»، 46 قصيدة. وهي تعاين الآلام المنبعثة من قتلى التفجيرات وضحايا الإرهاب، إلى الحد الذي يصبح فيه البقاء على قيد الحياة، نجاة قصيرة، أو تأجيلاً لموت محتوم. وللشاعر زكي كتاب شعري بعنوان «اليد تكتشف»، صدر عام 1993، تلاه العام 1999 «كتاب اليوم .. كتاب ساحر»، و»الفردوس» في العام 2000، و»طغراء النور والماء» العام 2009. وفي قصيدة»الجثة» كتب الشاعر: الموج أحمر غير أن النهر أسود على الموجة دم صامت وفي القاع جثة مثقلة بالرصاص وفي قصيدة أخرى عنوانها» لا أحد يرد» كتب الشاعر: بين القدمين المضرجتين بالدم أسفل المقعد لم ينتبه عمال الإنقاذ لهاتف يرن سيارة الإسعاف تنطلق بالجسد القتيل ويرتفع الدخان بعيداً