وسط أزقة ضيقة وشوارع ملتوية تشتهر بها أحياء مكةالمكرمة، تبيع عمالة من جنسيات إفريقية وآسيوية، أنواعا مختلفة من الأطعمة الشعبية، بطريقة غير آمنة صحيا أو نظاميا، وتبرز مفردة «السيريه» كأشهر الأطعمة التي انتشرت بين أهالي مكة وذاع صيتها، وتعود لأصول إفريقية، وتتكون من لحم البقر المشوي. وطالب سعيد فلاته، أحد سكان حي شهير في مكة، بأهمية تقنين بيع الأطعمة، وخصوصاً أن الإقبال عليها كبير، وقال للأسف نشهد الكثير من مخالفي أنظمة الإقامة يمتهنون بيع الأطعمة الشعبية بطرق غير صحية، إضافةً إلى أنها تطهى في الشوارع والميادين العامة دون أي رقيب أو حسيب. ولفت إلى أن المأكولات تباع على مدار الساعة، وأننا لا نعرف إن كانت منتهية الصلاحية أم أنها لاتزال صالحة، إضافة إلى عدم معرفة مصدرها. وأشار فهد اللهيبي إلى أن الأكلات الشعبية الإفريقية تتميز برخص أسعارها، وتنافس المطاعم التي تبيع الأكلات ذاتها، مضيفا «دخلت منزل أحد الطاهين الجائلين، ورأيت كيف يجهزون اللحم، حيث يعجنونه بأيديهم في حاويات متسخة، ويعرضونه في أماكن مكشوفة». وأشار مدير عام صحة البيئة في أمانة العاصمة المقدسة الدكتور محمد الفوتاوي إلى وجود لائحة تنظم عمل الباعة والمفترشين الجائلين، ويقتصر منح التراخيص على السعوديين فقط، موضحا أن التصاريح محصورة في أصحاب المزارع لبيع التمور والخضروات. وقال ل»الشرق» تم تكثيف أعمال اللجان المختصة في الفترة الماضية، فيما يختص بالباعة المفترشين من طهي وبيع المأكولات الشعبية، مبينا أن نحو 90% من الباعة غير سعوديين. وقال لا يسمح للباعة إطلاقا، سواء السعوديين أو من هم من جنسيات أخرى، بالافتراش والبيع، مضيفا أن من يقبض عليه بالتعاون مع الجهات الأمنية المختصة يسلم لإدارة الجوازات لترحيله، واتخاذ الإجراءات اللازمة تجاهه. وأضاف نكثف حملات التوعية للتعريف بأخطار مخالفي أنظمة الإقامة، واللوائح المتبعة في مديرية صحة البيئة.