اقترح مختصون تجاريون اقامة حملات تثقيفية وتوعوية في المراكز التجارية والمولات وذلك للحد من ظاهرة الباعة الجائلين الذين ينتشرون بكثرة في المواسم فيما تمركز العشرات من الباعة الجائلين فيما قام هؤلاء الباعة خلال هذه الايام بتحويل الكثير من الارصفة الى سوق تجارية حرة مستغلين وجود اعداد كبيرة من المعتمرين ومن زوار المسجد الحرام والذين يتوافدون هذه الأيام على مكةالمكرمة لاداء مناسك العمرة كما استحوذ الباعة الجائلين على مداخل المساجد والمجمعات التجارية التي تظهر بحلول موسم العمرة الامر الذي اثار حفيظة اصحاب المحلات التجارية الذين يرون أن ارباح الباعة الجائلين صافية لا يكدرها إرهاق الإيجار مطالبين من الجهات المختصة وضع حد لهم خصوصا أنهم يضربون الاسعار ويعملون على خفضها عن رأس المال ما يلحق بهم خسائر مالية كبيرة (البلاد) جالت يوم امس على عدة مواقع للباعة الجائلين واستطلعت اراء الزبائن والمختصين وخرجت بالتالي: يقول المعتمر ابو محمود انه قام بشراء عدة سلع من الباعة المفترشين امام احدى المراكز التجارية نظرا لرخص الثمن مبينا انه يعي جدا ان بضائعهم مقلدة ومغشوشة الا ان البحث عن انخفاض السعر هو ما دعاه للشراء منهم. بينما اقترح زهير نوري رئيس اللجنة التجارية بالغرفة التجارية والصناعية بمكةالمكرمة اقامة حملة تثقيفية وتوعوية في المراكز التجارية والمولات لنشر ثقافة التسوق والتحذير من الشراء من الباعة الجائلين اسوة بالحملات التوعوية الاخرى كحملة المخدرات والتدخين وغيرها مؤكدا إن الباعة الجائلين والمفترشين يعرضون بضائع مقلدة وأخرى مغشوشة وتالفة وغير معروفة المصدر ورخيصة الثمن وبضائع اخرى مخزنة وقديمة والبعض منها يحمل ملصقات لماركات عالية الجودة لجذب المستهلكين صوبهم لافتا الى ان ان هؤلاء الباعة يبدأون السعر ب(100) ريال و في حال رفض الزبون ذلك يتفاصلون مع الزبون إلى أن يصل سعر السلعة ب(5) ريالات الامر الذي يجبر الزائر و المعتمر على الشراء و يعود سبب البيع بذلك السعر لعدم تحملهم هم الإيجار أو دفع أجرة العامل في المحل كونهم فقط يفترشون الأرض و ارصفة الشوارع و ساحات المساجد و يمارسوا مهنة البيع و الذي تدر عليهم مبالغ مالية كبيرة مؤكدا ان ضرر هؤلاء الباعة اقتصاديا وتجاريا على اصحاب المحلات التجارية بنسبة 100 في المائة. وقال مدير عام صحة البيئة بأمانة العاصمة المقدسة الدكتور محمد هاشم الفوتاوي ان الإدارة العامة لصحة البيئة شكلت العديد من فرق مكافحة الباعة الجائلين للحد من إنتشار هذه الظاهرة نظراً لما تشكله من خطورة على الإصحاح البيئي وتشويه للمظهر العام موضحا أن الباعة الجائلون مرفوضون تماما و هناك متابعات و جولات مستمرة على هؤلاء و القبض عليهم و مصادرة ما معهم من بضائع مبينا ان هذه الجولات الرقابية لسلامة سكان مكةالمكرمة و الزوار و المعتمرين الذي يتواجدون بكثرة في هذه الايام. من جانبه أوضح الدكتور عثمان بن قزاز رئيس قسم الشئون الإعلامية لمعهد خادم الحرمين الشريفين لأبحاث الحج بجامعة أم القرى أن المعهد اجرى دراسة عن الباعة الجائلين حول المسجد الحرام أجراها فريق من الباحثين بمعهد خادم الحرمين الشريفين لأبحاث الحج حيث كشفت الدراسة التي تهدف إلى إلقاء الضوء على العرض والطلب لسوق الباعة الجائلين ولاسيما في موسم رمضان أن 56% من الرجال يطلبون سلع الجائلين بينما 43% منهم لا يفضلون الشراء، بينما 70 % من النساء يطلبن هذه السلع، و أن أكبر فئة تطلب السلع من الباعة الجائلين هم الفئة العمرية ما بين 26-35 سنة ويمثلون ثلث عدد المعتمرين الذين يشترون تلك السلع من الباعة الجائلين في حين نجد أن الفئة العمرية الواقعة بين 46-70 سنة أقل ميلا لطلب هذه السلع وأن هناك ميلا من المتزوجين لطلب السلع من الباعة الجائلين أكثر من العزاب. وقالت الدارسة أن نسبة المواطنين العاملين كباعة جائلين في عينة الدارسة بلغت 45.7% وهي أكبر نسبة في حين بلغت نسبة الأفراد من الجنسية البورماوية 15% يليهم الجنسية البنجلاديشية 11% ثم النيجيرية 8.1% والجنسية اليمنية 5.1% وأن معظم الممارسين لهذه المهنة هم من فئة الذكور وبنسبة 90% بينما 10% من فئة الإناث. وأوضحت الدراسة أن ألعاب الأطفال تحتل المركز الرابع من عدد من يقوم بعرضها وأن نسبة ممن يعرضون مواد غذائية ومشروبات حوالي 23%، وأن أعلى نسبة كانت في من يعرضون ملابس للبيع وتبلغ نسبتهم 32% بمعنى ثلث الباعة الجائلين، وأن الباعة الجائلين الذي يعرضون أدوية شعبية كانت نسبتهم 4%، أما عن مصادر استيراد هذه السلع فإن ما نسبته 64% من الباعة الذين اشتروا مباشرة من المنتج هم سعوديون والنسبة الباقية 36% من غير السعوديين، في حين الذين اشتروا من تاجر الجملة حوالي76% وهي نسبة تزيد عن ثلاث أرباع الباعة الجائلين من كل الجنسيات وأن ما نسبته 94% يشترون بالنقد من المورد بينما 61% يشترون بالآجل. فيما لم تغفل الدراسة الاعمار الزمانية لهذه الشريحة من الباعة حيث قالت الدارسة العلمية أن 39.7% منهم في سن 10-20 سنة وما نسبته 12.4% في سنة 10-15 و ما نسبته 27% تتراوح أعمارهم بين 16-20 سنة أي إن ربع أفراد العينة من الباعة الجائلين تتراوح أعمارهم بين 16-20 سنة وتلك هي السن التي يفترض أن يكون الفتى أو الفتاة في سن التعليم بها , مبينة أن حوالي 45% من عينة الباعة هم من السعوديين ولهذا فقد تكون نسبة كبيرة منهم متسربة من التعليم مما يعطي مؤشرا على أن التسرب من التعليم قد يؤدي إلى زيادة في عدد الباعة الجائلين. مشاهدات من الجولة: • اقبال كبير من قبل سكان مكةالمكرمة والزوار والمعتمرين على الباعة المتجولين. • تنوعت بضائعهم ما بين الالعاب والمفارش والاقمشة والعطورات والقورو وغيرها الكثير من السلع. • الباعة المفترشين عين على البضاعة والزبون واخرى على مراقبي البلديات والجهات المختصة. • امكانية التفاوض في السعر معهم الى المبلغ الذي يريده الزبون.