يقرأها: عبدالمحسن يوسف يرسمها: معتصم هارون على الرغم من أنه يعيش في المنفى الباريسي الناعم، إلا أنه لم يلُذْ بالصمت، ولم يكتفِ بإدانة القسوة الدامية من بعيد.. وهو أيضاً كمثقف بارز لم يكتفِ بالتنظير، الأمر الذي يتقنه المثقفون عادةً أكثر من أي أمر آخر... وهو بوصفه أكاديمياًّ مرموقاً (أستاذ في جامعة السربون العريقة) لم يؤثر السلامة ويفضل الراحة ويلزم السكوت، بل غرق حتى أذنيه في بحر السياسة المتلاطم، ووقف في عين العاصفة حين ارتضى قيادة المجلس الوطني الممثل لفعاليات ثورة الشعب السوري العظيم.. برهان غليون وهو يؤاخي بين الثقافي والسياسي ويقف في صفوف الجماهير وأحلامها العريضة بمستقبل أجمل وحياة كريمة لم يمتثل لإغراءات الطاغية ولم تثنه تهديداته واقتداره المعروف على البطش بمعارضيه يصل إلى حد التصفية الجسدية والإلغاء التام من الحياة.. حقاًّ أنَّ من يقرر ركوب الصعاب لمثقف باسل دون ريب، لكن هل بوسعه إدارة الشأن السياسي بكفاءة عالية؟ هل بوسعه تخطي الألغام المبثوثة في كل مكان؟ وهل يستطيع قيادة سفينة الثورة كما يليق بملاح ماهر مع أنَّ الظروف ليست كما تشتهي السفينة وكما يحلم الملاح؟ وقبل هذا هل يستطيع صيانة المجلس الوطني من التفكك والتشرذم والضياع خصوصاً وأنَّ هذا المجلس يضم تحت جناحيه تيارات سياسية متباينة؟ وهل يستطيع تكريس قيم الديموقراطية ومبادئ الحرية التي غيّبها النظام البعثي عن المجتمع السوري طويلاً؟ وهل سيحسن التصدي لكل ألاعيب نظام يحسن اللعب بالبيضة والحجر؟