أرشدتني ابنتي عفراء إلى العديد من المقالات والأفكار سواء في مجلة اليونسكو التي كانت تصدر باللغة العربية وانقطعت، أو تلك التي كانت تترجم عن الريدرزدايجست (Readersdigest) وأيضاً انقطعت بكل أسف. قرأت بحثاً في اليونسكو عن الديموغرافية والانفجار العظيم، ومن مجلة ريدرزدايجست قصصاً عن جراح الصدر المدخن، الذي انتهى بسرطان رئة منتشر قتله، أو قصة مثلث عفار الذي كشف فيه الأنثروبولوجي (دونالد جوهانسون) هيكل لوسي الذي يعود لحوالى (3,2 3,4) مليون سنة، وتمتاز هذه المجلة بإفراد قصة عجيبة حقيقية في نهاية كل عدد. ومن أراد أن يبني نفسه معرفياً فعليه بثلاث أو أربع: تتبع سلاسل الفكر ومدارسها وذخائر الفكر الإنساني والموسوعات. أشير منها إلى مدرسة مالك بن نبي في 18 كتاباً. ولعلي أن ألفت نظر القارئ في هذا العمود المختصر إلى سلسلة عالم المعرفة التي تصدر في الكويت؛ فهناك بعض أعدادها عظيم النفع جليل الفائدة مثل كتاب (بنو الإنسان) لبيتر فارب أو (الذكاء العاطفي) لدانييل جولمان، أو (العلم في منظوره الجديد) لروبرت آوغروس وجورج ستانسيو. وكذلك (موسوعة المعرفة) التي كانت ابنتي عفراء تفتح شهيتي للاطلاع على الكثير المفيد منها، وقد تتبعتها في أول صدورها، ثم جمعت في عشرين مجلداً رائعاً. كذلك عشت لفترة ستة أشهر مع موسوعة عالم الاجتماع العراقي الوردي عن (تاريخ العراق الحديث) وقد أفرد بحثاً مهماً جداً وموضوعياً للغاية عن نشأة المملكة العربية السعودية في 152 صفحة جدير بأن يُنشر وحده، والموسوعة من ستة مجلدات تُقرأ مثل أكل الفاكهة. وهناك موسوعة قصة الحضارة لويل ديورانت في 42 مجلداً، وموسوعة عبدالله عنان في تاريخ الأندلس والشمال الإفريقي في سبعة مجلدات، وتمنيت أن يكون مثلها في تاريخ المماليك والدولة العثمانية، حيث إن كلا النظامين صمد لفترة خمسة قرون. لقد أمضيت ستة أشهر مع عنان في موسوعته فملأت ثغرات في جبهتي المعرفية. وأشير إلى موسوعة الأستاذ عبدالحليم أبوشقة عن (تحرير المرأة في عصر الرسالة) الذي وصفه الغزالي بأنه كتاب كان يجب أن يصدر قبل ألف عام، وهو كتاب في ستة مجلدات تناول فيه وضع المرأة المسلمة في العصر الرسالي الأول، فتجد مفاجآت تصدم الثقافة التقليدية أحياناً ولم يروج الكتاب إلا قليلاً. وهناك سلسلة باللغة الألمانية بعنوان الكرونيك أتمنى أن تترجم إلى اللغة العربية عن تاريخ الأرض وأحداث القرن وتاريخ الطب والمرأة والمسيحية تمنيت أن يوضع مجلد فيه عن الإسلام في التاريخ. ولا ننسى من ذخائر الفكر الإنساني الذي يجب أن نفرد له عموداً خاصاً في قائمة عشرة كتب مثلاً، مثل (المقال على المنهج) لديكارت و(الخواطر) لباسكال و(رسالة في تحسين العقل) لسبينوزا و(التربية) لجان جاك روسو.