برامج قضايا الناس ك(الثانية مع داوود) أو برنامج (الثامنة) أو (ديوانية الدانة) أو (صوت المستهلك) أو (99).. وغيرها كثير من هذه البرامج، لها صيت طيب لدى المتابع وربما لدى المسؤول، لكن الملاحظ أن لا شيء يتغير أو يتبدل من ملاحظات أو انتقادات واضحة وصريحة تناولتها مثل هذه البرامج لمصلحة الناس. أعتقد جازما أن هذه البرامج نجحت في تحقيق هدف نفسي هام للمتلقي في المقام الأول الذي يتمنى فرصة إيصال صوته وفكرته وهمّه للمسؤول، فإذ بهذه البرامج تحقق له غايته بتناول فكرته ومشكلته أمام الملأ، وكأنه كتبها على سور إحدى البنايات المشهورة ليشاهدها الجميع. وتحقق مثل هذه البرامج نجاحا أكبر عندما يكون المقدم خصما لدوداً لهذا المسؤول ومحرجا له بالأسئلة والوثائق التي يود المشاهد والمستمع طرحها، ولا مانع من بعض عبارات السخرية المبطنة حول إنجازات هذه الجهة أو تلك. إن فكرة هذه البرامج – برأيي- هي (التنفيس والفضفضة) عما يجول بداخل الناس من هموم وهي فكرة عظيمة لا شك، ولكنها مؤقتة وشبيهة بمسكن للآلام فقط. وينطبق ذلك على ما تؤدية بعض مسرحيات وأفلام (دريد لحام وعادل إمام) ومرايا (ياسر العظمة) وبعض حلقات (طاش ما طاش) من فضفضة وتنفيس للمشاهدين. إن بعضناً يعتقد أن مثل هذه البرامج تمارس خداعا مستمرا وخطيرا للمشاهد والمستمع وخاصة عندما لا يرى شيئا ملموسا قد تغير في أداء هذه الجهات أو تحقيق مطالب العامة منهم بعد فترة ليست بالطويلة. ومن أجل تأكيد مصداقيتها مع المشاهد... لماذا لا تتابع برامجنا التلفزيونية والإذاعية بعد فترة من الزمن مع المسؤولين وأصحاب القرار ما وعدوا به خلال بث الحلقة إذا كانت جادة في مساعيها لخدمة الناس؟