أبدى عدد من المواطنين إعجابهم الشديد بالبداية القوية والمنصفة للمسلسل الكوميدي الشهير «طاش ما طاش» والذي بدأ أولى حلقاته بمعالجة أهم وأبرز القضايا الاجتماعية ألا وهي البطالة ووضع المواطن السعودي المعيشي مقارنة بوضع المقيم، وعالجت الحلقة بشكل واضح وجريء الصعوبات والمعوقات التي تواجه المواطن السعودي عند إقدامه على إيجار شقة ليسكن فيها ويُرفض من قبل ملّاك الشقق الذين يرفضون سكن المواطن السعودي بينما لا يمانعون بإسكان غير السعودي. وبرغم أن هذا الموضوع يبدو شديد الوطأة ومنغّصًا للعديد من الأسر، إلى أن “طاش” استطاع تقديمه بشكل خفيف وساخر ومعبر، ويبدو أن «الجرعة» هذه المرة كبيرة بشكل ملحوظ وجريء، خصوصًا فيما تطرق له «طاش ماطاش» في حلقة «ارفع رأسك»، والتي لاقت أصداء مشجعة وواسعة من المجتمع السعودي بكافة أطيافه. وحول هذه الملاحظات والأفكار توجهت «المدينة» إلى مجموعة من الشباب الذين يعانون تدني رواتبهم مقارنة بالعامل الأجنبي الذي يتسلم مميزات أكثر وأكبر من الشاب السعودي خصوصًا وأن المستوى التعليمي متساوٍ، حيث أبدوا مساندتهم لما جاء في هذه الحلقة، مشيرين إلى أنهم ينتظرون من طاش أن يعالج القضايا ذات الصلة المباشرة بالهاجس اليومي للمجتمع السعودي وبالتحديد التي تحاكي بصورة أو بأخرى هواجس المواطن السعودي، سواء في القضايا الإنسانية أو الاجتماعية والاقتصادية وحتى السياسية. حيث يستهل الباحث الاجتماعي الدكتور سيف الشهري حديثه متسائلاً: هل يعي أصحاب المنشآت الخاصة والحكومية مدى الكبت والضيق الذي يعانيه الشباب السعودي في مقرات أعمالهم؟ وهل مثل هذه المسلسلات ستساعد على إيصال نبض الشارع السعودي إلى ولاة الأمر وما يعانيه..؟ ماضيًا إلى القول: ومهما كانت الإجابة على هذين السؤالين فإني أرى أن ثنائي طاش قد أبدعا بطرح أهم القضايا التي يعانيها الشباب السعودي ولكن المرجو أن تصل هذه المعاناة إلى المسؤولين بشكل مباشر.. من جهته يرى المواطن سعيد علي أن المسلسل يحاول أن يعالج بطريقة ما بعضًا من مشاكل هذا المجتمع الذي لا يزال يعاني بعض المنغصات التي يواجهها شبابنا والحقيقة ان المسلسل ومن خلال مقدميه الفنانين عبدالله السدحان وناصر القصبي يحاول أن يضع المشكلة أمام المسؤولين، لذا فإن المسؤول يجد نفسه وجهًا لوجه مع القضية المثارة أو المشكلة المعنية وبالتالي هذا جزء من حلها أو تهدئتها. ويختم سعيد بقوله: يعتقد البعض أن المسلسل يبالغ في تصوير المشكلة وإعطائها أكبر من حقّها، أو يثير بعض الأفكار لدى المشاهد إلا أني أعتقد جازمًا أن تصوير القضية بهذه الطريقة يجعلنا نحاول أن نقضي عليها من جذورها أو نعالجها إذا صح التعبير. ويتفق الشاب يزيد محمّد مع الرأيين السابقين مشيرًا إلى أن الحلقة قد «أثلجت» صدور الكثير من الشباب الذين يعانون كثيرًا من الكثير من المنغصات التي تمنع تقدم الشاب السعودي -على حد وصفه-. الحلقة الأولى من “طاش” فتحت باب التوقعات على مصرعية انتظارًا لحلقات من المؤكد أن “الجرأة” لن تكون غائبة عنها، من واقع أنها تعد مؤشّرًا لما سيأتي في الغالب الأعم.